البارونة كاثرين آشتون، جعل الله كلامنا خفيفا عليها التقت الرئيس مرسي، كما استقبلت رموز المعارضة وبعض قيادات جبهة الانقاذ، وابلغت الجميع بوضوح «سعادتها» بدور مصر والسيد الرئيس في الحفاظ على وقف اطلاق النار في قطاع غزة.. حسب البيان الصحافي الصادر من رئاسة الجمهورية.
لكن الست البارونة التي تتبوأ منصب «الممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية» أعطت مؤشرات سلبية عن قرض صندوق «النكد» الدولي الذي يبدو اننا رضينا به ولم يرض بنا!!.. وذلك بسبب الاحداث التي تمر بها مصر.
المصيبة ان احداث «الكاتدرائية» وقعت – ربما بالصدفة!- اثناء وجود الست البارونة على ارض المحروسة، وبالتالي كان لابد ان تعلق عليها، فكان قولها انها «قلقة للغاية إزاء أحداث العنف عند الكاتدرائية» انها اتصلت فورا بالرئيس مرسي ودعته الى ضبط النفس، والى ان تسيطر قوات الامن على الموقف!.
والمشكلة بالاضافة الى «شهود» الست آشتون لما جرى ويجري في مصر هي ايضا ما سمعته من اقطاب المعارضة ورموز جبهة الإنقاذ، الذين أكملوا للبارونة الصورة المظلمة للوضعين الاقتصادي والسياسي، وقد حاول كل منهم أن يوصل لـ«ناخبيه» أنه دافع عن مصر وشعبها واقتصادها من وجهة نظره.. السيد عمرو موسى مثلاً أعلن أنه طالب البارونة بدعم الاقتصاد المصري ودعم مصر بعقد مؤتمر دولي لضخ أكبر حجم من الأموال والاستثمارات، وبشر «مؤيديه» أنها رحبت بفكرة دعم المؤتمر للخروج بمصر من مأزقها الحالي.
د.محمد أبو الغار كان أكثر وضوحاً بإعلانه أنه أخبر المسؤولة الأوروبية رفيعة المستوى بعدم فائدة قرض صندوق النقد الدولي إذا كان سيتم إقراره من أجل سد الديون والعجز في الميزانية، وأنه يفضل أن يأتي القرض لدعم الصناعة وزيادة الاستثمارات؛ حتى لا تدفع الأجيال المصرية القادمة فوائد ديون لم تحقق فائدة للاقتصاد، وأكد أنه أخبر «آشتون» بعدم قانونية مجلس الشورى الحالي.
أما حمدين صباحي فقد «حث» السيدة الزائرة على دعم مصر واقتصاد مصر.
للأسف لم يحدثنا أحد ممن «شرفوا» بلقاء البارونة عن كلامها لهم، أو طلباتها، أو تعليقاتها، أو «أوامرها» حتى ترضى!
.. وللأسف لم يتطرق «أشوس» من «أشاوس» جبهة الإنقاذ لخطورة احتمالية التدخل الأجنبي في مصر من خلال «الاتحاد الأوروبي» ومفوضته السامية كاثرين آشتون!
ولم يُعرب احد ممن التقوا المبعوثة رفيعة المستوى عن ادنى تخوف من استغلال «فزاعة» الفتنة الطائفية في مصر، والاعتداء على الاقلية المسيحية لبدء سيناريو تدخل أوروبي في مصر رأس حربته حماية الاقلية المسيحية، مقابل الدعم الاقتصادي والسياسي للحكومة!
نتمنى على السادة «الوطنيين» في الجماعة والمعارضة الشريفة وجبهة الانقاذ التي لم تنقذ شيئاً - حتى الآن - نتمنى عليهم النظر قليلاً لأبعد من مواطئ اقدامهم، واسترجاع سيناريوهات التدخل الأجنبي في دولة لبنان الشقيقة، واحتماء المسيحيين هناك بأوروبا وأمريكا، والدخول في نفق «تخوين» الآخر حتى وصل الحال بلبنان الأخضر الى سلسلة اغتيالات للرؤوساء والزعماء.. واتفاقيات برعايات خارجية،.. وتقسيمات على الارض.. وفي القلوب،.. حمى الله لبنان الشقيق من كل شر.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.