«استفت قلبك، واستفت نفسك ثلاث مرات، البر ما اطمأنت اليه النفس، والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك».. رواه الامام أحمد،.. وصدقت يا رسول الله فقد اتى علينا زمن الفتن الذي حذرتنا منه، وتشابكت الامور، وضاعت الاتجاهات، وتضاربت فتاوى العلماء،.. لعن الله السياسة ما دخلت في شيء الا أفسدته.
.. نعم استفت قلبك، وحكم عقلك، وحلل كل ما تسمع، وادع الله قانتاً ان يحفظ قلبك من الفتنة، وعقلك من التشويش والزيغ عن الحق.
وادعوا الله معي: اللهم ان كان الرئيس مرسي وجماعته يدبرون لمصر شرا، أو بأهلها سوءا فأرنا فيهم عجائب قدرتك،.. وان كان خصومهم يهدفون لزعزعة الامن في بلدنا وتحقيق مآرب شخصية فاقصم ظهورهم، واجعل بأسهم بينهم شديداً.
نعم هو زمن الفتنة الذي يجب أن نقنت فيه بالدعاء للمولى عز وجل أن يحمي مصر وناسها الطيبين مما يحاك لهم، مقابل متاع زائف.. زائل.
.. ماذا يفعل المصريون عندما يخرج إليهم فقيه دستوري بقامة وقيمة د.ثروت بدوي مؤيدا قرارات الرئيس المنتخب مرسي، ومؤكدا انها قرارات ثورية، يبررها حال «الضرورة»، وتسعى لمكافحة تغول المحكمة الدستورية على السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويوضح ان د.مرسي رئيس منتخب شرعي، هو الحكم بين السلطات وقد استخدم صلاحياته لإنقاذ البلاد من محاولات التخريب والدمار التي تتمدد على أرض الوطن ويجب على الجميع احترام قراراته.
.. ثم يستمعون إلى فقيه دستوري لا يقل عنه قيمة أو قامة هو د.إبراهيم درويش مؤكدا أن د.مرسي لم يعد رئيسا شرعيا، وأن شرعيته قد انتهت بعد أن حنث باليمين التي أقسمها على احترام الدستور، ومؤكدا أن مرسي لا يملك حق إصدار إعلان دستوري، وأنه تعدى على الدولة المصرية بأكملها وأنهى الكيان القضائي بأكمله،.. وألغى بكلمة شرعية الرئيس المنتخب!
وخلال ساعات ننتظر حكم المحكمة الدستورية الذي يتوقع أن يصدر على الرغم من الإعلان الدستوري، لتدخل البلد كلها في نفق لا يعلم سوى الله منتهاه، والقوى المناهضة لمرسي وحكم الإخوان تتجمع في ميدان التحرير.. بينما تصر جماعة الإخوان على حشد قواها في مليونية تتزامن مع مليونية القوى المدنية، وتقترب منها مكاناً وزماناً، في استعراض قوى متبادل، لا يحاول «رجل رشيد» أو يوقفه، ولا عاقل حصيف أن يمنعه!!
هل ستشهد مصر أول حرب أهلية في تاريخها؟.. أدعو الله ألا يحدث ما نخشاه، ونرى بوادره وإرهاصاته رأي العين.
فهل هي مصادفة أن يحدث ذلك ونحن نتذكر ما حدث لسيد شهداء أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنهما وأرضاهما، في يوم عاشوراء،.. هل قدر مصر أن تشهد دماء جديدة حتى ينتصر الحق على الباطل؟ ألم تك دماء الشهداء وعيون المصابين كافية؟
اللهم احفظ مصر وشعبها من كل سوء.. واحفظها من كل ما يدبر لها ولشعبها الطيب من خطط وما يحاك من مؤامرات، وابعث فيها رجالاً تحبهم ويحبونها.. تئد بهم الفتنة يا أرحم الراحمين.