صفحة جديدة بدأت من تاريخ مصر الحديث، بافتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب «المنتخب» انتخاباً حقيقياً لأول مرة.
صفحة جديدة يعرف المواطن فيها حقيقة نائب دائرته، وممثله في مجلس الشعب، ويدرك تماما انه قادر على استبدال آخر به افضل اذا شعر بان أداءه دون المستوى المطلوب، أو ان النائب المحترم غير قادر على تحمل المسؤولية.. وهي جسيمة وثقيلة.
اليوم مر عام كامل على الثورة المجيدة،.. وعلى الرغم من اتفاق المراقبين والمحللين واجماعهم على ان الثورة لم تكتمل ولم تحقق كل اهدافها بعد، الا ان ما حدث – على محدوديته – كان رائعا، رأس النظام سقط وتتم محاكمته، بغض النظر عن رأينا بهزلية هذه المحاكمة وهزالها، قمم هرم الفساد ممن اطلقوا على انفسهم «رجال اعمال»، اما خلف القضبان أو عادوا لجحورهم، أو اعلنوا التوبة تجنبا للقصاص، مجلس الشعب المزور تم حله، وانتخب المصريون لأول مرة منذ عقود طويلة.. نوابا محترمين، يمثلون الشعب، ولا يمثلون «على» الشعب!، الحزب «الوثني» احترق فعلا لا مجازا، ورموزه اختفت خلف القضبان، أو انزوت داخل الشقوق.
والآن يجب ان نبدأ بحق مرحلة جديدة من تاريخ مصر، سيرحل عنها العسكر، مهما كان الثمن، ويتسلم السلطات كلها: التشريعية والتنفيذية والقضائية، رجال يخافون الله ولا يرعبهم الحاكم، وسوف تثبت لكم الايام القليلة ان أي صفقات للالتفاف على ارادة المصريين ستفشل، فلم تعد الاجواء صالحة للصفقات السياسية تحت الطاولة، ولم تعد التربة خصبة لزرع بذور الفساد والافساد، ولن يسمح المصريون – مهما كان الثمن – بعودة النظام الفاسد، او استبداله واحلال نظام اكثر فسادا.
وصدقوني.. مجلس شعب محترم، يضم هذه الوجوه النقية الطاهرة، وهؤلاء الرجال ابناء مصر الحقيقيون، لن يسمح بعودة دكتاتور آخر، ولا برجوع اجواء الظلم والفساد.
ولتهدأ ارواح الشهداء، وليبتسم المصابون وهم يتلمسون «عيونهم» المصابة واجسادهم الموجوعة، فلم يدفعوا اغلى ثمن هباء، وها هم ابناء مصر البررة اعضاء مجلس الشعب يطالبون أول ما يطالبون به حقوق الشهداء والمصابين، وباستدعاء رئيس الوزراء مع وزراء العدل والداخلية والصحة لتوضيح حقيقة اجراءات محاكمة قتلة الشهداء والمعتدين على المصابين.
وادعوا الله معي ان يوفق المجلس، ويكون شعاره: «يد تحمي الثورة ويد تبني مصر»، فكما نهتم بالقصاص ممن اعتدى على مصر وشعبها، وازهق ارواح شهدائها، يجب ألا ننسى اننا بحاجة لمن يبني مصر ويعيد لها مكانتها المستحقة بين الأمم.. ويسترجع لابنائها عزهم وعزتهم و.. اني لأرى ذلك رأي العين.. قادماً بأسرع مما يتخيلون.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
شعبي بصوته أدلى
عَدَل الدنيا عَدلهْ
وفي عز الشدايد
غيرنا المعادلهْ
لو تزرع هاتجني
اجمل لون ناسجني
فقر الفكر سجني
والعدالهْ قصري
ارفع راسك فوق..
انت مصري..
(جمال بخيت)