من الذي يدفع بمصر الى أتون فتنة طائفية لا تبقي ولا تذر؟.. ولمصلحة من اثارة النعرات بين مسلمي الامة ومسيحييها كلما انطفأت نار اججوا اخرى اشد واقوى؟..
كنا نقول ان ضعف قبضة الدولة ايام مبارك واهتمامه بأمنه وملف التوريث فقط، كانا السبب في ارتفاع اصوات بغيضة تتبنى افكارا هي اشد فتكا من معاول الهدم الصراح،.. وللاسف الشديد يبدو ان قبضة الحكومة الجديدة مازالت اضعف من ان تقبض زمام الفتنة، وتحجمها وتسيطر على انتشارها، تمهيدا لوأدها.
وما حدث في أبي قرقاص – محافظة المنيا – خير مثال على ما اقول، عضو الحزب الوطني المنحل والشخصية القبطية المعروفة بعلاقاتها بأقباط المهجر، يقيم مطبا صناعيا امام فيللته، مستفزا جيرانه مسلمين واقباطاً بشكل المطب السيئ، وتنفيذه الذي يخلو من أي مواصفات فنية استفز كل المحيطين به، وفعل ذلك في استعراض للقوة آذى مشاعر الجميع، ناهيك عن الاضرار التي تلحق السيارات المارة، وكانت النتيجة تلاسن اعقبه مشاجرة، ثم تطورات متسارعة ومتلاحقة ضمنها اعتداء بلطجية مسلحين على سائق «ميكروباص» اعترض على تضرر سيارته من المطب، فتم تحطيم السيارة، الى هنا والمسألة يمكن تفهمها في اطار «ان البلد سايبة.. ويمكن لكل صاحب فيللا ان يضع امامها مطبا!!»، اما غير المفهوم فهو ان يصل استعراض القوة، وعدم احترام الدولة إلى ان يحضر الى موقع المشاجرة مدير امن المنيا وممثل الحاكم العسكري، ليفاجئ الجميع بوابل من الرصاص يتطاير فوق اسطح انصار صاحب المطب ليسقط قتيلان من المسلمين، وتتحول «خناقة» على مطب صناعي، الى بوادر فتنة طائفية لا يعلم مداها الا الله!
تعيدنا الحادثة الى مقال الامس الذي طالبنا فيه بضرورة عودة الامن والامان الى مصر بأسرع وقت، واعتبار الامن الداخلي اولوية قصوى تتقدم على كل ما بعدها، ولابد هنا من اظهار قوة الدولة، واحكام قبضتها، بدلا من «الطبطبة» على من لا يستحق. «مش كده.. ولاّ ايه؟».
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
مِنْ بَعْد شِيخْ الغَفَرْ وِالفَلَكَهْ وِالدَّوَّارْ
وِالخيلْ تِبَرْجِسْ لِيلاتِي وِالحَرَسْ زِنْهَارْ
شُفْنَا اللّي يِظْلِمْ مِبَهْدِلْ وِالحَدِيدْ فِ ايديهْ
وِالشَّعبْ كُلُّهْ يِزِفُّهْ وِسْطْ طَبْلَهْ وِطَارْ
د.توفيق ماضي – قصيدة «اللي يظلم»