عاجلا أو آجلا ستعود الامور في مصر الى وضعها الطبيعي.. وتهدأ النفوس.. وتستقر الامور ونبدأ في البحث عن مستقبل اكثر اشراقا مستقبل خال من التعصب الديني والحقد الطبقي وتغليب المصالح الفئوية، والنظرة للامور من زاوية واحدة.
عاجلا أو آجلا ستعود مصر واحة للأمن.. وبرا للأمان وصدرا حنونا.. وحضنا دافئا يلجأ إليه العرب جميعا عندما يحتاجون الى الامن والامان ودفء المشاعر،.. ربما يكون ثمن التطهر فوق ما كنا نتصور،.. ربما تستغرق الامور وقتا اطول مما توقعنا مع ارتفاع نبرة المطالب الفئوية، بل وعدم وعي بعض طوائف المجتمع بترك «الانتهازية» قصيرة النظر لتحقيق مطالب تاريخية هي في الاصل محل نقاش سياسي، ويفترض ان صوت العقل يقول الا «يستغل» المحركون لهذه الطوائف عدم الاستقرار الحالي باعتباره «فرصة ذهبية» لاقتناص هذه المطالب.
أكاد اوقن بوجود محاولات لاجهاض الثورة، وكل ما حدث ويحدث يؤكد ذلك، بدءا بتعمد استمرار غياب الشرطة، وانتهاء بمحاولات زرع الفتنة بين مكوني الامة «المسلمين والاقباط» اللذين يشكلان سدة المجتمع ولحمته، مرورا بوقوف اغلب فئات المجتمع على «سلالم» نقابة ما.. مطالبين بحقوق ربما تكون مشروعة، لكن التوقيت سيشكل عائقا امام تحقيقها بالتأكيد.
وسط الاعتصامات الممتدة على طول البلاد وعرضها التي شملت طلاب الجامعات المطالبين بتغيير رؤساء الجامعات.. وعمداء الكليات.. ورؤساء الاقسام.. وربما الدكاترة والمعيدين ايضا، كما ضمت «شباب الاخوان» المطالبين بمظاهرة يوم 17 مارس مطالبين بحل مكتب الارشاد ومجلس شورى الجماعة!.. وسط كل ذلك خرج بصيص ضوء أمل عاقل قادم من جزيرة العرب مع تبني مستثمرين سعوديين انشاء «بنك استثماري» يتم من خلاله ضخ 100 مليار جنيه مصري (17.4) مليار دولار تخصص كاستثمارات مباشرة في مشروعات التنمية، كما اكد رجل الاعمال الشيخ صالح كامل الذي يتزعم دعوة رجال الاعمال السعوديين والخليجيين والعرب للاسهام في رأسمال البنك.
اتمنى ان يتمكن د.عصام شرف ووزارته الجديدة من تحقيق المناخ الجاذب للاستثمار الذي نحلم به حتى تعود رؤوس الاموال العالمية والعربية والمصرية «المتوجسة» الى احضان «مصر الجديدة»، مرة اخرى لتدفع عجلة التنمية، وتوفر فرص عمل سنكون بحاجة ماسة إليها.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
يا قاهري
ما اتعسكْ
الخُلد لي.. والعجز لكْ
ان كنت اطلقت الكلاب على البدنْ
او كنت قشّرت الثياب عن الوطنْ
لن يثقب الروحَ الرصاص
فغدا سيطلقها الخلاص
طيرا يفرُّ من الكفنْ
يا غاصبي ما اجهلك
وبحق من خلق الفلك
سألمُّني واعود لك
وأزفُّ روحك للعفنْ
مختار عيسى (من أغاني مسرحية «اغتصاب»)