أتمنى أن يتمخض «المؤتمر الاقتصادي» عن توصيات توازي «فخامة الإعداد والإنتاج ومستوى الحضور والمشاركين»، وأدعو الله أن يتم تنفيذ هذه التوصيات.

الأرقام «عادة» لا تكذب، وهنا تأتي أهمية مـــا طرحــه د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء من استعراض موجز وواف لأداء الاقتصاد المصري خلال العقد الماضي، وملامح مستقبله القريب.

أعلم أن الحديث عن الاقتصاد «دمه ثقيل»، وأن رصد ومتابعة وتحليل الأرقام والمؤشرات «عسرة الهضم» لدى أغلب القراء، وأوقن أنني لو وضعت لهذا المقال عنواناً آخر مثل «أسرار شيرين وحسام» لحقق أضعاف أرقام القراءة!! ولكن اعتبروا الحديث عن اقتصاد مصر «هَمْ لابد منه» وتحملوني!

عقب افتتاح مشرف، وتنظيم رائع، أطلق رئيس الوزراء مجموعة من الأرقام والمؤشرات والإحصاءات والتقارير التي وضعت حال «اقتصاد» البلد قبل يناير 2011 وبعده حتى الآن، بعدها تحدث الرئيس السيسي حديثا من القلب، أعتقد أنه وصل لعقول وقلوب من كانت لديهم «الرغبة» الحقيقية في الاستماع، و«الاستعداد» للفهم، و«النية» الصافية للاستقبال والتعاون.

د. مصطفى مدبولي قال إن مصر عبرت خلال الفترة الأخيرة 5 أزمات اقتصادية، كل واحدة منها كفيلة بإسقاط أي دولة، بينما نجحت مصر في الوصول إلى نسبة نمو غير مسبوقة بمعدل 9% خلال النصف الأول لعام 2021/2022، ولكن مازالت أمامنا تحديات فرضتها علينا الأزمات العالمية.

أما الأرقام فتقول إن الأداء الاقتصادي لمصر في عام 1980 حتى 2011 تسبب في مشاكل عديدة، وخلل في الهيكل الاقتصادي، منها:

ـ زيادة سكانية 38 مليون نسمة خلال 30 عاما.

ـ معدل نمو اقتصادي بمتوسط 4.4% للفترة من 1990 ـ 2011.

ـ تراجع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي من 2.3% إلى 1.8% للفترة نفسها.

ـ معدل بطالة بلغ 9.6% (1990 ـ 2011).

ـ وكانت «كل» أرقام ومعدلات الأداء متراجعة في قطاعات الزراعة والصناعة وجذب الاستثمار والتعليم والأمية والخدمات الاجتماعية، بينما ارتفعت مستويات الدين لتغطية الاحتياجات الأساسية من دعم وأجور ومرتبات حتى تجاوز الدين حاجز الـ 100% من الناتج المحلي لمدة 19 عاماً!

أما حديث الرئيس «الطويل والكاشف» فسأخصص له مقالاً آخر، وأكتفي اليوم بأنه قال: «المفاجأة التي كشفت عنها تجربة السنوات السبع هي أننا لم نكن نفهم أو نقدر «حقيقة» الإنسان المصري».

وللحديث بقية إن كان للعمر بقية.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.