أمس الأول وفي مقالي بعنوان «ثورة.. سياحية» طالبت الحكومة ووسائل الإعلام بضرورة وضع الخطط والبرامج الضرورية لإحداث «ثورة» حقيقية في مفاهيم المواطن المصري، والموظف وكل من «يحتك» بالسائح منذ وصوله حتى مغادرته، بدءاً بموظف شركة السياحة الذي يقوم بحجز رحلاته وحتى سائق التاكسي أو الشركة والذي يودعه في منفذ المغادرة، مروراً بكل من يتعامل معهم السائح.

وقبل يومين، في نفس يوم كتابة المقال، شهدت مدينة الأقصر حدثاً سياحياً بارزاً عندما احتفلت دار أزياء «ستيفانو ريتشي» العالمية بيوبيلها الذهبي، وأقامت حفلاً أسطورياً أمام معبد حتشبسوت المهيب، أحياه الفنان العالمي اندريا بوتشيلي بفرقته الموسيقية الخاصة، وأعقب الحفل عرض أزياء كانت خلفيته معبد حتشبسوت أيضاً، أما حفل العشاء الأسطوري فوضعت طاولاته في قلب معبد الأقصر، وذلك في اليوم الذي سبق الحفل.

يقول رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر محمد عثمان إن الاستعدادات للحفل الأسطوري بدأت منذ أكثر من شهرين، وتم تحديد المسؤوليات وأدق التفاصيل، وفعلاً خرج الحفل بشكل عالمي، ونقلته 145 قناة تلفزيونية، واستقبل مطار الأقصر نحو 50 طائرة خاصة أقلت قرابة 500 من أصدقاء وزبائن دار الأزياء الإيطالية الشهيرة، ونجوم كبار في عوالم الفن والسياسة والمجتمع الدوليين.

من شهد لقطات من حفل بوتشيلي أو عرض الأزياء أو العشاء الأسطوري، لا بد أن يشعر بالفخر لأن هذا العمل ما كان ليخرج بهذا الجمال إلا بعد استعدادات وجهد وعرق وترتيب وبروفات تليق بإخراجه كما شاهدناه.. في أبهى صورة، ومعنى ذلك ان الجهات المعنية سواء وزارة السياحة أو الداخلية التي أمّنت الحفل والضيوف أو مطار الأقصر.. كل هؤلاء إذا أرادوا إنجاح عمل.. فسينجح.

وعندما تسمع كلمات نيقولو ريتشي، رئيس مجموعة ستيفانو ريتشي وهو يتحدث بإعجاب شديد عن عظمة وهيبة المكان الذي يتواجد فيه، وكم الشكر والامتنان الذي وجهه للجهات المصرية على إنجاح الحفل، لا بد أن تشعر بالفخر والاعتزاز ببلدك.

لقد حبا الله مصر بكنوز سياحية لا تتوافر لأي بلد آخر في العالم، فقط علينا وضع الخطط والاستراتيجيات لاستغلال ما منحه الله لنا، وتغيير نمط وفكر وطريقة التعامل مع كل أنواع السائحين.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.