لا يمكن لمبصر أن يتجاهل حركة النهضة الضخمة التي تجرى في مصر المحروسة، والتي تتميز بأنها تنطلق في دروب متوازية يسابق أحدها الآخر.

حقيقة ما شاهدته خلال الزيارة الأخيرة فاق كل التوقعات، وكأن الإدارة الحالية تسعى لتعويض المصريين عن «عشرات السنين» الماضية، فإذا تحدثت عن شبكة الطرق والجسور والأنفاق لن تجد كلمات تصف بها ما يحدث، وإذا تناولت الخدمات الصحية فيكفي القضاء على فيروس «سي» وإبلاغ منظمة الصحة العالمية أن مصر أصبحت خالية من الوباء الذي ظل لسنوات طويلة ينهش في أجساد أهلنا، ويشوه سمعة «صحة» الراغبين في العمل بالخارج، وكذلك منظومة التأمين الصحي «الحقيقية» التي تحقق حلما طال انتظاره بعد أن كان مجرد ذكر العلاج عن طريق التأمين الصحي يثير الرعب في قلوب المرضى.. وأحيانا الأطباء!!

ثم كان التعامل «الاحترافي» مع انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) والذي حافظ على وتيرة التنمية ومعدلات نمو معقولة، وهو ما فشلت دول أكثر منا تقدما في تحقيقه، ثم جاء توفير الطعوم بأنواعها المختلفة، ونشر «أكشاك» للتطعيم في محطات مترو الأنفاق، وهو ما لم أسمع عنه في دولة أخرى.

وعلى المستوى الثقافي، كان الإنجاز الرائع لتطوير القاهرة الفاطمية، وسور مجرى العيون، ومنطقة «عين الصيرة»، وإنشاء متحف الحضارات، وتحويل المنطقة المحيطة به إلى موقع سياحي ثقافي حضاري لا مثيل له في مصر كلها.

ويصاحب هذا إنجاز تطوير ميدان التحرير، وتجديد طريق الكباش في الأقصر، والعمل في صمت لإعادة تشكيل المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة لتتناسب مع عراقة وتاريخية آثارنا، وتتناغم مع المتحف الكبير المزمع افتتاحه أوائل العام المقبل، والذي سيكون من أكبر متاحف العالم، ويجري الإعداد لحفل افتتاحه ليكون حفلا أسطوريا يعيد مصر الحضارة إلى واجهة الدنيا، ويشارك فيه ملوك وأمراء ورؤساء دول، ومشاهير وعلماء ورياضيون، ويمتد أسابيع تكون فيه مصر وحضارتها حديث العالم.

هل انتهت المشاهدات؟.. لا والله لم تنته..

وهل هناك سلبيات؟.. تأكيدا فلا شيء كاملا على الأرض..

ولكن للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.