لم أكد أمسك بالقلم لأواصل الكتابة عن إعادة الروح للإعلام المصري وضرورة تدخل شيوخ المهنة المحترمين، وأساتذة الجامعة الأجلاء لوضع قواعد تطهير الجسد الإعلامي المصري من الدخلاء والشوائب.. والكوارث التي تسحب الصحافة خصوصا والإعلام عموماً إلى هاوية بلا قرار، لم أكد أفعل حتى جاءني خبر عاجل: «فوز الإعلامي اللامع «....» بجائزة أفضل إعلامي باستفتاء رابطة الإعلاميين السياسيين عن تغطية ومتابعة الأحداث السياسية المحلية والعربية، وقال الكاتب الصحفي محمود نفادي رئيس رابطة الإعلاميين السياسيين، عميد المحررين البرلمانيين إن الرابطة أجرت استطلاعاً شارك فيه 150 صحفيا وإعلاميا أسفر عن اختيار أفضل 50 عضوا في مجلس النواب، وأفضل 3 صحف، و3 مواقع الكترونية وأفضل إعلامي وإعلامية، وتم تكريم الإعلامي أحمد موسى والإعلامية بسمة وهبة».

توقفت عن فعل الكتابة لمدة 4 ساعات، ويبدو أن تعبيرات وجهي منعت الزميل المسؤول عن الصفحة من مجرد التفكير في سؤالي «لماذا تأخر مقال اليوم؟»!

كنت قد تحدثت بالأمس في مقال «شيء من.. الحياء» عن محاولات إعادة «مستفيد فوري» إلى واجهة العمل الإعلامي، وتردد أنباء عن تجهيز «مقعد» خاص لسيادته في الكتيبة القادمة التي ستنقذ الإعلام المصري وتنتشل الصحافة المصرية من سُباتها، واليوم جاء خبر فوز أحمد موسى الساحق، الفوز هو الساحق وليس الخبر!! ليجعلني أتساءل: هل هناك «إرادة» حقيقية لإصلاح الإعلام في مصر؟.. بل هل هناك «إدراك» لوجود خلل جلل لابد من تشخيصه ببراعة وتوصيفه بدقة ثم وضع خطة لعلاجه واختيار إعلاميين حقيقيين من شيوخ المهنة وأساتذة الجامعة وشباب الصحفيين لتنفيذ خطة الإنقاذ؟

وهل كل هؤلاء الزملاء المحترمين الذين يجلسون على مسارح المنتديات «الفوريومز» فوق تلك المقاعد الجلدية البيضاء ذات الشكل المربع «جادون» في أن تصل آراؤهم الى صانع القرار، وأن توضع توصياتهم موضع التنفيذ؟

عذرا القارئ العزيز.. غداً سأحاول أن أخرج سريعا من «دوامة» الاكتئاب، ونستعرض معاً تقريراً محترماً لـ «اليونسكو» عن تقييم وتطوير الإعلام في مصر.

وقانا الله وإياكم شر الاكتئاب المؤدي للانتحار!!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.