.. في مقال الأمس شرحنا وجود أصابع مخابراتية خلف قنوات الإفك، وتم استعراض التقرير المهم الذي بثه موقع بي.بي.سي (B.B.C) التابع لهيئة الإذاعة البريطانية أخيرا بعد أن أفرجت وزارة الخارجية عن وثائق سرية طبقا لقانون حرية المعلومات تؤكد أن بريطانيا قد «زورت» منشورات حملت زورا اسم (جمعية الإخوان المسلمين الدولية) ولم تقف الأخيرة أو تنكر أو تعترض!! في هذا الاستعراض وصلنا إلى حقيقة إصدار هذه المنشورات ضد مصر في الستينيات، وضد إندونيسيا وزعيمها أحمد سوكارنو في نفس الفترة، وإرسال 400 خبير مع الخارجية وجهاز المخابرات MI6 الى سنغافورة لإدارة المعركة الدعائية التي انتهت بالانقلاب على سوكارنو وتولي سوهارتو. واستخدمت فيها منشورات منسوبة إلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تتهم سوكارنو «بمخالفة الدين الإسلامي الحنيف في حياته الخاصة»! وطعن بقسوة في أخلاق الزعيم الإندونيسي وقال نصا: «لقد صدم المؤمنين بدين الله الحنيف إلى حد لا يطاق»!!

وتكرر ما فعلته المخابرات الخارجية البريطانية MI6 مع ناصر وسوكارنو.. أيضا مع الزعيم الصيني ماوتسي تونج وحقبة «الماوية» التي هدفت للقضاء على الرأسمالية وتمكين الشيوعية، يقول تقرير الـ BBC: «في شهر ديسمبر 1966 روجت وحدة الحرب الدعائية البريطانية منشورا يحرض المسلمين في الصين وخارجها على الحكومة الصينية، وقال المنشور: كيف نقف جانبا بينما يقوم هؤلاء الملحدون بارتكاب هذه الجرائم الشنيعة التي لا تغتفر ضد الدين الحنيف؟ وكيف لا نقول شيئا بينما يقومون بتدمير وتدنيس كل ما هو مقدس لدينا؟ إن الخجل والفزع يختلجان في قلوبنا وقد أغلق المجرمون الحمر المساجد وغزوها ونهبوها ودنسوا الأرض المقدسة بنجاستهم الشيوعية وكتبوا الشعارات الإلحادية على حيطان المساجد».

.. وهكذا ومنذ الستينيات تدافع المخابرات البريطانية عن مقدسات المسلمين وحيطان مساجدهم!! باسم الإخوان المسلمين!!

فيا صديقي المتهكم على نظرية المؤامرة.. ما رأيك؟ وإذا كانت المخابرات البريطانية تزور المنشورات باسم و«صمت» الإخوان منذ الستينيات، فلماذا تستبعد أن يواصل حلفاؤهم وورثتهم نفس العمل في أواخر العقد الثاني من القرن الـ 21، في ثوب فضائيات الإفك وشرائطها المزورة، ومواقع التواصل وشخوصها المزيفة؟! هداك الله وإيانا.

وهذا رابط التقرير لمن يود الاستزادة

https://www.bbc.com/arabic/49944531?ocid=wsarabic.chat-apps.in-app-msg.whatsapp.trial.link1_.auin

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.