.. وصلنا في مقال الأمس إلى الساحة الإعلامية.. ما عليها.. وما عليها!!.. وطرحنا أسئلة تدور في أذهان جميع المتابعين: هل نجح إعلامنا في التصدي لسهام قوى الإفك القابعة في الخارج؟

وهل استطاع مواكبة إنجازات المرحلة والدفاع عن مكتسبات ثورتي يناير ويونيو؟ وهل أقنع الشعب بالاصطفاف خلف قيادته؟ والكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام المتناثرة حول دور الإعلام المصري.

الملاحظة الأولى: إن الأزمة الأخيرة التي فجّرها «الكومبارس المقاول» ومن يقف وراءه كشفت ضعف المنظومة الإعلامية المصرية بفضائياتها وقنواتها ومواقعها الإلكترونية، حتى أن من قاد حملة الدفاع عن مصر كانت قناة سعودية هي «إم.بي.سي مصر» عن طريق «فارسها» الصديق العزيز عمرو أديب زميل الدراسة وشقيق الصديق الأعز عماد الدين أديب.

لم يتحرك مذيع في التلفزيون الرسمي بقنواته، ولا إعلامي في شاشات الفضائيات الخاصة، ولا محلل في القنوات التي تديرها «الأجهزة» إلا بعد أن تصدّى عمرو أديب للحملة المسعورة، وعرف كيف يرد سهام الإفك إلى نحور المخادعين، ولعب بطريقتهم فدحرهم، ومن بعده تحركت الفضائيات والقنوات الخاصة و«شبه الخاصة».

الملاحظة الثانية: إنه عندما أرادت هذه القنوات التصدي لشاشات «الإفك» استدعت مقاطع «باسم يوسف» القديمة، وأخرجت الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل من «قمقمه»، وجاءت بيوسف الحسيني من «بلكونة» منزله، ليحتلوا شاشات الفضائيات التي تم تغييبهم عنها بالأمس، وهذه شهادة مبطّنة بأنه «لا خير في الموجود» واعتراف بخطأ سياسة الإقصاء والاستبعاد للكفاءات، والاعتماد على أنصاف الموهوبين، طالما قَبِلوا تنفيذ الأوامر.

الملاحظة الثالثة: إذا كان الأمر كذلك ألا تعتقدون معي أنَّ الوقت قد حان لإعادة النظر في مُجمل السياسات الإعلامية التي تم انتهاجها في الفترة الماضية والتي جرى بمقتضاها استبعاد العديد من أصحاب الموهبة والكفاءة والتأثير الجماهيري، بدلاً من بذل بعض الجهد في «التفاهم» معهم والإبقاء عليهم؟

الملاحظة الرابعة: إن إعادة النظر في السياسات الإعلامية يجب أن تشمل الاعتراف بفشل «إلغاء» منصب وزير الإعلام (لأنه مش ع الموضة والدول المتقدمة لديها مجالس) لأن ظروفنا السياسية والاقتصادية، وحروب الجيل الرابع التي نخوضها مع عدو شديد الشراسة والتمرس والملاءة المالية تقتضي أن نعيد النظر في السياسات التي تحكم المنظومة الإعلامية كلها، ولا ضير من نسفها ولا عيب في تغييرها بالكامل إذا لزم الأمر.

.. أكرر يا فخامة الرئيس: أؤيدك وأثق بك، ولكن «لا خير فيّ إن لم أقلها.. وكل الخير فيك إذ تسمعها».

ويوم الأحد المقبل للحديث بقية إن كان في العمر بقية- بإذن الله-.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.