توجه الحكومة الرشيدة باستبدال وإحلال «التوك توك» الشهير واستخدام سيارات «ميني فان» بدلاً منه، توجه لا غبار عليه، بل ويؤكد اهتمام «الرشيدة» بسلامة المواطن والسائقين معا، ولكن الأمر يتعلق بحوالي 3 - 4 ملايين مركبة (إذا جاز وصف التوك توك بأنه مركبة) تجوب حواري وأزقة وشوارع وميادين مصر، في مثال واضح لحجم الاستهتار بالأرواح، ونسف قواعد السلامة، وإشعال حروب الشوارع التي لا يعرف المتضرر منها كيف أو ممــن يأخــذ حقـه؟!

فالتوك توك: غير مرخص ولا يحمل أرقاماً مرورية، وقائده صبي غالبا بين العاشرة والسادسة عشرة لا يحمل رخصة قيادة، ومالكه عادة على علاقة وطيدة بوزارة الداخلية!

الوضع كارثي.. وتركناه يتفاقم حتى أصبحت المعالجة في حد ذاتها تحتاج لمعجزة، وللأسف أصبح هذا الأمر (بسِلوْ بلدنا) تكرر في انتشار العشوائيات، ومخالفات البناء، وتدهور التعليم والرعاية الصحية وغيرها، ولكن ما علينا، فلا شك أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبداً.

وإذا استمعنا لكلام اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، فإن 3 ملايين توك توك تسير في شوارع مصر، المرخص منها 250 ألفا فقط!! أما حسب السيدة/ نجلاء سامي - نقيب «التكاتك» فهناك 4 ملايين المرخص بينهــا 3 آلاف!!

عموماً، فقد لقي توجيه رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي بالبدء في برنامج استبدال وإحلال التوك توك بميني فان يعمل بالغاز الطبيعي ارتياحاً كبيراً بين الجميع - عدا ملاك وسائقي التوك توك - خاصة أن القرار سيتم تنفيذه عبر خطة مدروسة تعيد الأمن والأمان والاحترام للشارع المصري، خطة يشارك فيها البرلمان والحكومة والمحليات والإدارة العامة للمرور ووزارة التجارة والصناعة والبنوك، والتي كان عليها الجلوس على طاولة واحدة لحل الأزمة المتفاقمة.

وطالما اتفق الجميع على الحل، وتم وضع خطة الاستبدال، فأدعو الله أن نتعلم من أخطائنا بعد أن يبدأ التنفيذ وتنتشر سيارات الميني فان بأن نحدد لهذه النوعيــة من وسائل النقل خطـــوط سير بعينهـــا، ومواقــف محـــددة حتى لا تتكــرر مأســـاة «استباحة» شوارعنا وسياراتنا، بل وأيضاً حيــاة الركــاب.. وأعـــراض الراكبــات!

ومنذ البداية يتم «تأهيل» السائقين والتأكد من سلامة قواهم العقلية لكي يتحملوا مسؤولية قيادة مركبة يمكن أن تتحول في لحظة إلى أداة للقتل أو بطلة لفيلم دماء في الشوارع.. أو شيطان يطير على الأسفلت!!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.