رغم مشقة المشاركة في اجتماعات مجموعة السبع (G7)، والتي أعقبها مباشرة الطيران الى مشرق الدنيا، حيث مثّل الرئيس عبدالفتاح السيسي افريقيا في مؤتمر (تيكاد 7) في مدينة يوكوهاما اليابانية، إلا ان الرئيس المصري حرص على زيارة الكويت قبل العودة الى أحضان مصر المحروسة، لتكون الزيارة الثالثة التي تحمل الكثير من المعاني، كون الكويت الدولة الخليجية والعربية الوحيدة التي زارها السيسي في هذه الجولة الشاقة، ما يؤكد على المكانة الرفيعة والمتميزة التي تتمتع بها الكويت في عقل وقلب مصر ورئيسها.



وفي اعتقادي ان هذه الزيارة هي بين أهم الزيارات التي جمعت منقذ مصر، الرئيس السيسي، مع حكيم العرب سمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد، هذه الزيارات المتبادلة التي بلغت 7 زيارات بدأت بتشريف الشيخ صباح الاحمد للقاهرة يوم 8 يونيو 2014 للمشاركة مع نخبة من الملوك والأمراء والرؤساء والزعماء في تنصيب السيسي رئيسا لمصر، ثم زار السيسي الكويت حيث قلّده سمو الأمير أرفع أوسمتها قلادة مبارك الكبير في 5 يناير 2015، وشارك أمير الكويت في 28 مارس 2015 في أعمال القمة 26 بشرم الشيخ، ومرة اخرى في 6 أغسطس من العام نفسه للمشاركة في افتتاح توسعة قناة السويس الجديدة، وأخيرا ترأس سموه وفد الكويت للمشاركة في القمة العربية ـ الأوروبية بشرم الشيخ.

وفي المقابل، لبّى الرئيس السيسي دعوتين لزيارة الكويت في 7 مايو 2017 و31 أغسطس 2019 وأجرى مباحثات رسمية.

وتأتي أهمية الزيارة التي بدأت امس السبت بدعوة من سمو أمير الكويت بسبب العلاقات الخاصة والوطيدة بين الدولتين والتي امتدت عبر عشرات السنين، إضافة الى ما تشهده الساحات الخليجية والعربية والدولية من احداث غير مسبوقة تستدعي بحثها بين حكيم العرب سمو أمير الكويت، بما يتمتع به من خبرة وحنكة سياسية، وبين رئيس قلب العروبة مصر العائدة بقوة لتتبوأ المقعد الذي تستحق بين الأمم.

ملاحظة أخرى تؤكد عمق العلاقة الشخصية بين الأمير الحكيم والرئيس المصري وهي ان سمو الأمير كان قد تعرض لعارض صحي قبل ايام، عافاه الله وشفاه منه، لكن كان يمكنه الاعتذار عن الزيارة حتى لا يجهد نفسه، خاصة أن سموه سيتوجه الى الولايات المتحدة في زيارة رسمية بعد أيام قليلة، إلا ان تمسك سموه بإتمام الزيارة، واستقبال الرئيس المصري يطلقان الكثير من الإشارات القوية، وبانتظار نتائج الزيارة.. وهي «شديدة الإيجابية» بإذن الله.

حفظ الله الكويت ومصر وشعبيهما من كل سوء.