على مدى السنوات القليلة الماضية تحولت عبارات الرئيس السيسي التي تبدأ بكلمة «يا كامل» إلى «تريند» على وسائل التواصل، فعادة ما تعقبها «أوامر رئاسية بطعم عسكري» تعقبها عبارة كامل الوزير الشهيرة «حاضر.. تمام يا فندم»..
..ويبدو أن توزير «الفريق» كامل الوزير كان هو آخر العلاج للوضع المزري لمرافق النقل في مصر حتى تتواكب مع «ثورة» البنية الأساسية وفورة الطرق الإقليمية والدائرية التي تشهدها المحروسة حالياً، ولا شك ان الرجل الذي أقسم اليمين وزيراً للنقل والمواصلات أمس أثبت كفاءة عالية في تنظيم وإدارة وتنفيذ المهام التي أسندت إليه خلال توليه رئاسة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهو مهندس إنشاءات، خريج الكلية الفنية العسكرية، يحمل ماجستيراً في العلوم العسكرية، وتدرج في المناصب ضابطاً بسلاح المهندسين، ومديراً للسلاح، ورئيساً لأركان الهيئة الهندسية، ثم رئيساً للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث لمع نجمه في تنفيذ المهام الصعبة فتمت ترقيته الى رتبة فريق، ثم تكليفه وزيراً للنقل والمواصلات.
إلى هنا والأمور طبيعية، ونتمنى للفريق كامل الوزير التوفيق في مهمته الجديدة، التي ستكون «الأصعب» على الإطلاق قياساً بكل ما سبق، فالدول الكبرى كان جزء رئيسي من تطورها هو إنشاء الطرق ووسائل نقل الأفراد والبضائع.
..أما غير الطبيعي فهو أن تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات شاملة، يفهم صاحبها في كل شيء ويدلي بدلوه في أي شيء بدءاً بإنشاء مفاعل الضبعة النووي وانتهاء بتوزير وزير النقل مروراً بتحديث قانون امتلاك الحيوانات الأليفة!!.. هذه الظاهرة «العجيبة» فتحت الباب لأنواع شديدة الخطورة من الممارسات أقلها خطورة الحديث والإفتاء فيما لا نعلم، وأكثرها خطورة التزوير الكامل للآراء والوثائق والمعلومات والإحصاءات، مروراً بحالات «الاغتيال» المعنوي لكل مخالف في الرأي، ولا مانع من انتهاك كل القوانين التي تجرم السب والقذف والتشهير وكل تعليمات جميع الأديان بعدم التعدي على الآخر!
أعتقد أننا «لو» أردنا التركيز على بناء مستقبل أبنائنا، وانتشال مصر مما وصلت اليه، فلابد من إصدار قانون ينظم أدوات التواصل الاجتماعي، بما يحمي حقوق المواطن وحريته وكرامته، ويعاقَب كل من «يؤلف» شائعة، أو يزوِّر وثيقة وينشرها، أو يمارس الفحش والكذب والسباب متلذذاً بما يحققه من بلبلة في المجتمع، وأذى لمخالفيه، على أن يتم ذلك دون مصادرة لرأي، أو قصف لقلم أو وأد لفكر.
فلنتعلم جميعاً النقد دون تجريح، والاختلاف بأدب، وتحمل مسؤولية كل كلمة نكتبها، حتى لا تكون مصر هي ضحية هذا الانفلات.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.