نشر موقع دار الإفتاء المصرية بحثا يؤكد صحة حديث الرسول الكريم: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض».

فقال له أبوبكر: «ولم ذلك يا رسول الله؟»

قال: «إنهم في رباط إلى يوم الدين»

وهل هناك دليل أبلغ من ذلك يؤكد تلاحم أبناء الشعب المصري بمختلف أطيافه؟!.. بالأمس وفي مشهد مهيب يبعث برسائل واضحة لكل العالم.. توجت ملحمة الوحدة الوطنية أبهى صور الأخوة والتلاحم بين أبناء المحروسة مسلمين ومسيحيين.. بلحظة افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة في يوم واحد، أثناء احتفالات عيد الميلاد المجيد، لتشارك جميع أطياف الشعب في افتتاحهما، حيث يشهد حفل افتتاح المسجد حدثا هو الأول من نوعه، وهو إلقاء البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية كلمة داخل المسجد، وفي الجانب الآخر ألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أيضا لأول مرة أيضا كلمة من داخل كاتدرائية «ميلاد المسيح» ويشهد قداس عيد الميلاد للمرة الأولى بعدما اعتاد تقديم التهنئة فقط.

لعل الرسالة الواضحة والجلية من قطبي الشعب المصري تكون قد وصلت لكل من تسول له نفسه العبث بأمن مصر واللعب على وتر الطائفية لتفتيت الشعب المصري، رسالة تختزل وعي الشعب وإصراره على وحدته الإسلامية المسيحية وتماسكه في وجه أدعياء الإسلام.

فهـا هـو شيخ الأزهر يؤكد في كلمته من داخل الكـاتدرائية أن هذا «الحدث يعد حدثا استثنائيا وربمـا لـم يحـدث مـن قبل على مدى تاريخ المسيحيـة والإسـلام، حسب مـا أعلـم، فما أعرف أن مسجدا وكنيسة بنيا في وقت واحد وانتهيا في وقت واحد وبقصد تجسيد مشاعر الأخوة والمودة المتبادلة بين المسلمين وإخوتهم المسيحيين ـ ما أعرف أن حدثا كهذا حدث قبل أن نشاهد اليوم هذين الصرحين البالغين القدر من حيث العمارة الفنية التي يحق لمصر أن تفخر بها على سائر الأمصار ويحق لعاصمتها الجديدة أن تزهو بها بين بلاد الأرض».

وعلى الجانب الآخر يقول البابا تواضروس، في كلمته بمسجد «الفتاح العليم» إننا نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة في التاريخ، نحتفل فيها حيث نرى ونشاهد ونعاين وسط هذا الحضور الحاشد، مآذن هذا المسجد الكريم، تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح».

ما أعظمها وأجلها من روح وطنية ومشاعر حقيقية بين أبناء المحروسة، تجسد صورة ناصحة الوضوح لمشاعر المحبة المتبادلة والمودة والتوحد، ولا عجب في ذلك.

فهنيئا لمصر مسلميها ومسيحييها. وخالص التهنئة لشركاء الوطن بأعيادهم. ولا عزاء لأعداء الحياة الذين حاولوا تفجير دار عبادة للمسيحيين فاستشهد ضابط مسلم أراد حماية الكنيسة.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.