..وهل نحن في مصر نعد أبناءنا لمستقبل قد خُلقوا ليعيشوا فيه؟

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه ورضي عنه - ما معناه: «لا تُكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم». ونفس المعنى قاله أرسطو وأفلاطون وسقراط.

فهل ندرك حقاً ملامح هذا المستقبل القريب الذي يعتمد على المعرفة والمعلومات، في ثورة جديدة لا فضل لنا فيها سوى استخدام منتجاتها؟

في محاضرة «مرعبة» استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي قبل أيام تحدث أحد «صُناع» المستقبل، وهو البروفيسور/ نيكولاس نيجروبونتي - رئيس المختبر الإعلامي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا - حول ملامح المستقبل القريب الذي يتم صنعه الآن في معامل هذا المعهد الذي يعتبر من أهم معاهد صناعة التكنولوجيا في العالم، يقول نيجروبونتي: إن التكنولوجيا الحيوية هي عنوان العصر الرقمي المقبل، حيث سيتمكن الإنسان من القضاء على أغلب الأمراض البشرية، وسيتمكن البشر من تعلم اللغات المختلفة عن طريق تناول كبسولات تدخل إلى مجرى الدم وتتفاعل مع الدماغ.

بل أكثر من ذلك سيتمكن الإنسان خلال عشر سنوات على الأكثر من استحداث أدوات للتخاطب مع دماغ البشر مباشرة من خلال ما يُسمى حاليا بالتخاطر أو قراءة الأفكار، كما سيمكن «غرس» وحدات دقيقة في مجرى الدم تعمل على إيصال المعلومات إلى الخلايا العصبية.

وضرب نيجروبونتي مثالا بطالب عنده في المختبر فقد ساقيه في حادث عندما كان عمره 17 عاما، وقضى حياته متحدياً الإعاقة حتى توصل الى طريقة لتوصيل النظام العصبي في جسده بالأطراف الصناعية وربطها بالدماغ، مؤكدا ان «الذكاء الاصطناعي» اصبح واقعا ملموسا، وأن بدايات الثورة الجديدة ظهرت مع اندماج تكنولوجيا المعلومات والبيانات الضخمة وما يُعرف بالبيولوجيا التركيبية وعلم الجينوم الذي يدرس المواد الوراثية في أجسام الكائنات الحية، ما يفتح احتمالات لا تنتهي مما يمكن ان نطلق عليه «الحياة الحاسوبية».

ودعا الرجل في محاضرته إلى تذكر أن «خيالات» السبعينيات والثمانينيات أصبحت واقعا نعيشه اليوم.

لذا يجب أن ندفع أطفالنا إلى دراسة ما يحبونه بشغف حتى نؤهلهم للحياة في عالم ربما يحتفلون فيه بعيد ميلادهم الـ 200!!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.