ما بين الفرعون المصري محمد صلاح (ابومكة) ووسطية الاسلام واعتداله علاقة «طردية» لا يفهمها ولا يستثمرها إلا صاحب عقل راجح وقلب سليم.
بداية نهنئ انفسنا وعالمنا العربي بما حققه هدَّاف ليفربول الإنجليزي ـ الحائز لقب افضل لاعب افريقي العام الماضي ـ الفرعون المصري محمد صلاح، لفوزه بلقب أفضل لاعب في الدوري الانجليزي.
لم يكن وصول محمد صلاح الى العالمية بالأمر السهل بل اعتمد على الله سبحانه وتعالى أولاً وعلى ما يتمتع به من حرفية عالية وقدرات وإمكانات فنية كروية دفعت أكبر أندية العالم لتتسابق على انضمامه إليها فجعلت منه اسطورة الساحرة المستديرة.
حقاً.. تجاوزت «ظاهرة» النجم الكروي العالمي محمد صلاح حدود التشجيع التقليدي العادي المتعارف عليه كروياً وإنما تعدى ذلك بمراحل كبيرة فصارت اهزوجة تشجيعه الحماسية التي يرددها محبوه مع كل مباراة علامة فارقة في حياته وحياة مشجعيه، بل انها تحولت الى ما يشبه النشيد المعتمد لنادي ليفربول الإنجليزي العريق.
ومع مهارته الكروية العالية وسجدته الشهيرة المتكررة بعد كل هدف يحرزه الفرعون المصري، فضلا عما يتمتع به من اخلاقيات والتزام ديني معتدل على كل المستويات، استطاع أن يسهم في تغيير صورة الإسلام الذهنية في عقول الغرب ويحولها الى صورة إيجابية، بل انه استطاع ايصال رسالة واضحة جلية للعالم أجمع، أن الإسلام دين تعايش وسلام، دين يقبل الآخر ويؤمن بالتعددية، دين يتسم بالوسطية والاعتدال لا يجبر أحداً على الدخول فيه.
كل هذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه قادر على تغيير صورة الاسلام حول العالم، وتسليط الضوء على جوهره الحقيقي، بعيدا عن التشدد الذي يظهره من يدعون الاسلام ويشوّهون صورته بكل وسائل العنف والقتل والتدمير.
نعم يا سادة يا كرام.. ما حققه الفرعون المصري من تحسين لصورة الاسلام المعتدل عجز عنه العديد من الدعاة.. ورسالتي لهم ولغيرهم هي ضرورة استثمار نجومية محمد صلاح في التأكيد على تحسين صورة الاسلام حول العالم بعد ان مهّد الطريق وقدم خدمة جليلة للاسلام والمسلمين، بل انه استطاع بجدارة أن يخطف قلوب وعقول وأسماع العالم كله، فتحوّل الى سفير للإسلام الوسطي المعتدل دون أن يخطط لذلك. ويكفي منظر الاطفال البريطانيين الذين اصبحوا يسجدون ..تقليدا لـ (...مو..صلاح)!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.