فخر العرب.. الملك المصري.. فرعون مصر.. ألقاب استحقها بجدارة معجزة الكرة المصرية وميسي العرب الجناح الطائر لنادي ليفربول الانجليزي العريق الكابتن محمد صلاح الذي أفقد مشجعي ليفربول صوابهم ودفعهم الى تأليف الأناشيد باسمه حتى اصبح هتاف «مو صلاح» يتردد على ألسنة المشجعين اكثر من النشيد المعتمد لنادي ليفربول نفسه.

وما أجمل ما حدث بعد رباعية «موووو صلاح» التاريخية في واتفورد امس الاول وتصدره قائمة هدافي الدوري الانجليزي، حيث غرد مشجع انجليزي ليفربولي عبر حساب عائلة ليفربول، وأعلن اعتناقه الإسلام وقال: ما يقدمه صلاح هذا الموسم شيء رائع.. أنا أعلن دخولي الإسلام رسميا.. وكتب باللغة العربية «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله».

كمصري يحق لي ان أفتخر بابن بلدي، ليس فقط كونه صاحب موهبة فذة جعلته يتربع على قلوب المصريين قبل الانجليز، وإنما ايضا باعتباره ظاهرة متفردة للشاب المسلم الوطني البار بأهله وقريته وبلده، فما فعله محمد صلاح لكل هؤلاء يدفعنا الى ان نقف له حبا واحتراما وتقديرا، فتبرعات صلاح التي رصدت اجهزة الاعلام جزءا منها تضم: ثمانية ملايين جنيه مصري لإنشاء معهد ديني ازهري ومدرسة ووحدة حضانات للأطفال ووحدة تنفس صناعي ومسجد في قريته نجريد بمركز بسيون، بالاضافة الى عشرات المرتبات الشهرية التي خصصها محمد صلاح للفقراء من اهل قريته ويرفض الكشف عن حجمها، والأمر نفسه بتبرعه لجمعية قدامى اللاعبين لرعاية اسرهم، أما منحته لصندوق تحيا مصر فكانت بخمسة ملايين جنيه مصري، وتؤكد مصادر في مستشفى سرطان الاطفال (57357) ان الفرعون المصري من المتبرعين الدائمين للمستشفى، (ذكرت وسائل اعلام انها اكثر من 12 مليون جنيه مصري حتى الآن) وتبرعه بخمسة أفدنة (21 ألف متر مربع) لانشاء محطة صرف صحي، وهذا بعض مما تستطيع وسائل الاعلام الوصول اليه من تبرعات محمد صلاح الذي يرفض غالبا الإعلان عن تفاصيلها.

واكتفت مصر بإطلاق اسم محمد صلاح على شارع في طنطا ولا نعتقد ابدا ان هذا هو التكريم اللائق بابن مصر البار ولا ايضا الاستفادة الحقيقية من «مصري حفر اسمه ومحبته في قلوب الملايين من مشجعي كرة القدم حول العالم».

مباشرة ودون مقدمات أدعو وأنادي المسؤولين كافة لاعتماد محمد صلاح ليكون وجه السياحة المصرية المعتمد في جميع دعاياتها حول العالم لجذب السياح، وبث رسائل تشجيع المستثمرين للقدوم الى مصر وإعادة هذه الصناعات الحيوية التي تأثرت بشدة منذ ثورة 25 يناير 2011، محمد صلاح ابن قرية نجريد التابعة لمدينة بسيون بمحافظة الغربية يحمل وجها مصريا اصيلا معبرا، ويحرص على ممارسة شعائره الدينية باعتدال دون تطرف او تهاون، وأجبر الإنجليز على احترام سجدة الشكر التي يقوم بها عقب كل هدف يحرزه، ولم يحلق لحيته خوفا من وصمه بالارهاب بل أجبر العالم على احترام وفهم سلوكيات المسلم الملتحي المعتدل غير المتطرف، ارجو ان يجد هذا النداء آذانا مصغية ولا اظن ان النجم الكبير سيبخل على بلده بهذا الدعم، فلم نر منه بخلا ابدا، ولم نجرب معه شحّا قط.

وحفظ الله مصر واهلها من كل سوء.