.. زيارة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر هذه الأيام ترسم ملامح مستقبل اقتصادي واستثماري جديد بين جناحي العالم العربي، وتحمل رسائل لا تخطئها عين ـ سوى الرمداء ـ «ولا يرفضها عقل ـ غير الأغبياء» ـ ولا يعكس مضمونها إلا غير الأسوياء.
لن أتحدث عن الاتفاقيات الأربع الرئيسية التي تم توقيعها في مجالي الاستثمار والبيئة، ولا عن مذكرة التعاون بين المناطق وهيئات الاستثمار بين البلدين، ولا عن الاتفاق على رفع الاستثمارات إلى 51 مليار دولار (892.5 مليار جنيه مصري).
.. ما سأتحدث عنه هو التأسيس لمرحلة جديدة مختلفة من العلاقات الاستثمارية والاقتصادية ترتقي بالعمل المشترك من منطقة تحقيق الأرباح المشتركة، إلى آفاق المستقبل الاقتصادي الواحد، وطريق العمل الموحد لمستقبل متضافر.
موضوع الحديث هو ما بثته وكالات الأنباء على لسان مسئول سعودي من «تعهد» مصر بتخصيص ألف كيلومتر مربع من أراضي جنوب سيناء لتكون داخل المنطقة التجارية العملاقة ضمن المشروع السعودي ـ الأردني ـ المصري الضخم (نيوم)، وكجزء من الصندوق المشترك البالغ قيمته 10 مليارات دولار الذي أعلنت الدولتان عن تأسيسه مساء الأحد.
وطبعاً، سارعت أبواق جماعة الشر وقنواتها إلى النعيق والنهيق والزعيق زاعمة أن (مصر تنازلت للسعودية عن 1000 كيلومتر من أرض سيناء)!!، وهو هراء ما بعده هراء، فالخير كل الخير سيأتي من المشاركة المصرية مع الشقيقة السعودية في مشروع «نيوم» الذي يقع بين السعودية والأردن ومصر على مساحة 265 ألف كيلومتر مربع، غالبيتها العظمى في السعودية، وبتكلفة مبدئية 500 مليار دولار، وهو مشروع سيخضع لنظام قضائي وتشريعات خاصة بهدف جذب وتشجيع وتطمين الاستثمارات العالمية، ويعتمد على صناعات متطورة للغاية.
.. يا سادة احمدوا الله على التفاهم الواضح بين جناحي الأمة العربية، ففيه الخير كل الخير للجميع، وانزعوا النظارات السوداء لتروا ما يحدث في مصر من بناء وتنمية كانت تحتاج لعشرات السنين.. والكاميرات
لا تكذب.. ولا تتجمل!!