في رده على سؤال عما إذا كانت أزمة سد النهضة قد انتهت، أجاب الرئيس السيسي: «لم تكن هناك أزمة في الأساس»!!

.. لم أفهم هل قصد الرئيس ـ مجازا ـ أن الخلاف مع اثيوبيا لم يصل إلى مستوى «الأزمة»؟.. أم أن سيادته يقصد أن الخلافات تم حلها أثناء القمة الثلاثية التي انعقدت في أديس أبابا؟

عموما، أثق في استيعاب وحكمة الرئيس في التعامل مع «أخطر» ملفات التحديات الخارجية التي تواجه مصر، وأعلم أن لديه من «المعلومات» والتقارير ما لا يعرفه سواه، وأدرك أن الأمر ليس «فنيا» أو تقنيا فقط وإنما له أبعاد سياسية واقتصادية ومصالح دول، ومخططات لأنظمة.. باختصار هو شبكة متداخلة ومعقدة من المصالح والعلاقات،.. لكنه في النهاية يتعلق بشربة الماء التي تقي المصريين العطش، ونقطة الماء التي تروي الأرض وتخرج ثمارها لتسد جوع الناس.. وعندما يصل الأمر إلى «نقطة الماء» يصبح الأمر على رأس قمة أولويات الحاكم دون شك، وغير مسموح في التعامل معه بالتجارب أو الأخطاء فما بالك بالخطايا!

لا شك أن القمة الثلاثية التي عقدها السيسي والبشير ورئيس وزراء اثيوبيا، والروح التي تحدث بها الرؤساء الثلاثة، وخروجهم متشابكي الأيدي كل ذلك يدخل ضمن رسائل «الطمأنة» التي يبثها الرئيس لشعب مصر، وآخرها مقولته لشعوب الدول الثلاث: «كونوا مطمئنين تماما، التقينا واتفقنا.. مفيش أضرار على حد».

.. ويأتي دورنا كإعلاميين، وضرورة استيعابنا للرسالة المباشرة للرئيس السيسي: «الدور عليكم كإعلاميين فحافظوا على العلاقات مع الدول، ولا تعطوا رسائل للرأي العام تقلقه، ولا رسائل تسيء للآخرين، هناك آلية ولجان تعمل من أجل مباحثات القمة، هناك لجنة على أعلى مستوى من الخارجية والري».

إذن، علينا تحمل مسؤوليتنا، وعدم «تسخين» القضية «الشائكة» أصلا، وعدم «اصطياد» ذوي الآراء المعارضة لأي تحرك بهدف جذب القراء والمشاهدين، على حساب مصلحة مصر العليا وعلى حساب «شربة» ماء المصريين، وأن نترك المسؤولين والخبراء يعملون دون ضغوط إعلامية.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.