7 سنوات مرّت على «الحدث» الجلل الذي استفاقت مصر من غفوتها عليه صبيحة الخامس والعشرين من يناير 2011 وما زال شعب مصر على انقسامه: هل ما حدث ثورة اشتعلت جذوتها بحماس شباب ثوري وطني طاهر، تفجرت مشاعره بموت «خالد سعيد»، وتعاظمت أمنياته بنجاح «ثورة الياسمين» في الشقيقة تونس، واكتملت أحلامه وهو يرى زين العابدين بن علي يفر من تونس وسط صيحات «الشعب يريد إسقاط النظام»؟

.. أم أن ما جرى جزء من مؤامرة محبوكة على المنطقة كلها ومصر في قلبها، تنفيذا لبروتوكولات حكماء صهيون وأفكار عرَّاب الصهيونية العالمية هنري كيسنجر، ومفكرة «الفوضى الخلاقة» كونداليزا رايس؟

.. أو تراها حراكاً استخباراتياً خططت له دول كانت شقيقة.

وأخرى ظنناها صديقة، بخبث ودهاء، ووقع المصريون في الفخ.. فكان ما كان؟

.. وهناك من يرى أن ما جرى هو انقلاب «إخونجي» على حاكم شرعي «استُفتي» على وجوده.. هو حسني مبارك، ونجح هذا الفصيل في الإطاحة بالرجل و«ركوب» الأحداث والوصول إلى سدة حكم مصر؟

.. وربما كان ما حدث خليطاً من ذلك كله!!

وبغضّ النظر عن صحة أي من «النظريات الأربع»، يبقى السؤال: هل مبارك ونظامه كانا يستحقان كل ما جرى؟..

وقناعتي: نعم كانا يستحقان ذلك وأكثر.. بدون أدنى شك، وبالتأكيد.. وبلا أي تردد، أعيد إجابتي على هذا السؤال لكل من يسألني كان لابد أن يحدث ما حدث، والذي تأخر كثيرا، وكان يجب أن يستشعر نظام مبارك ضرورة التغيير منذ منتصف التسعينيات بعد أن بقي مبارك في كرسي الحكم 15 عاما، ولم تنهض مصر بمشروع تعليمي أو صحي أو اقتصادي أو خطة مستقبلية يشعر بنتائجها أحد.. و«آه لو» فعلها مبارك بيده وفي التوقيت المناسب... آه.

عموما وإلى أن يحسم التاريخ والمؤرخون «توصيف» ما حدث فإن قناعتي أن شباب مصر الطاهر الذي نزل الشارع متظاهرا ضد نظام استبدادي ذي ذراع أمنية لا علاقة لها بالإنسانية هو شباب نقي، وقدموا لمصر أفضل وأغلى ما لديهم، ومن مات منهم نحتسبه عند الله شهيدا، فقد دافع عن وجودنا ومستقبل أولادنا، ولهم جميعا في قلوبنا كل التقدير.

أمّا من أراد بمصر سوءاً، أو «ركب الثورة» أو خطف الحكم أو حرق أقسام الشرطة وممتلكات الشعب فسيلفظهم المصريون ويلعنونهم.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.