.. في أدبيات السياسة الأمريكية يفعل الرئيس في ولايته الثانية والأخيرة «أشياء» ربما «تحسَّس» من «فعلها» في ولايته الأولى، ـ طبعاً «ترامب» ليس مقياساً على الاطلاق فهو يفعل ما يريد وقتما يريد!!

.. وفجأة ظهر أمامي على شاشة الكمبيوتر تصريحات ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وهو يقول للصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان في حوار نشرته ««نيويورك تايمز» إن النائب العام يتوقع استرداد حوالي 100 مليار دولار أمريكي بعد ان قبل نحو 95% من الموقوفين في فندق ««ريتز كارلتون» الشهير رد أموال ضمن «التسويات».

.. استغربت ما الرابط بين العباراتين السابقتين وسرحت ببصري من غرفتي التي أقطنها في الدور السادس من فندق «ريتز كارلتون» القاهرة ـ الشهير بـ«هيلتون النيل» سابقا، وأطالع صحيفة تصدرت مانشيتات صفحتها الأولى عبارات ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية وأخيرة حسب الدستور.. فكرت.. وفكرت ولم أجد رابطاً بين أدبيات الولاية الثانية لرئيس أمريكا.. و«شجاعة» محمد بن سلمان واسترداد الـ 100 مليار دولار من متهمين بالفساد، وترشح السيسي لولاية ثانية!!

.. إذا وجد أحدكم «الرابط» فأرجو أن يخبرني!!

عموما ضغطت على جهاز التحكم بالتلفاز فظهرت شاشة ترحيب باسمي، ومعلومات عن الفندق المطل على نيل القاهرة الساحر، وتوصيف جميل للأجنحة المتميزة «جناح ذا ريتز كارلتون» 116 مترا مربعا، «كلوب روم» 44 مترا، ومن ثم «الرويال» و«الإكزكيوتيف كلوب» 25 مترا.. والجناح الرئاسي.. والغرف ذات الإطلالة النيلية.. وتلك التي تكشف ميدان التحرير والمتحف المصري ووسط البلد.. وتوالت المعلومات عن المطاعم التسعة الرائعة وحمام السباحة الفخم والكافيهات التي تقدم كل شيء حتى «الشيشة» - وقانا الله شرورها - وابتسمت وأنا أتساءل: هل سيتسع ريتز كارلتون القاهرة لضيوفه و«نزلائه» «المهمين» عندما يسعى السيسي لـ«استرداد» «السياحة»؟.. أم سنحتاج إلى تفريغ مجمع التحرير وتحويله إلى «ملحق» لـ «النزلاء» الأقل قدرة؟

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.