مؤشرات إيجابية.. للانتخابات الرئاسية
لا شك أن الإقبال الملحوظ من أبناء المحروسة العاملين في الخارج على سفاراتنا وقنصلياتنا لتوقيع توكيلات للمرشحين لمقعد رئاسة الجمهورية هو مؤشر إيجابي واضح على وعي المصريين العاملين في الخارج ووطنيتهم واستشعارهم بأهمية الانتخابات القادمة وضرورة التواجد المكثف لاختيار الأصلح رغم عدم ظهور «حصان أسود» يغير قناعات المصريين حتى الآن!
.. بالأمس كان الملاحظ في الكويت - مثلا - الإقبال الكثيف من قبل جماعات مختلفة وفئات عمرية متباينة من المصريين وفي مقدمتهم راعي الكنيسة المصرية في الكويت بيجول الأنبا بيشوي في إشارة لا تخطئها عين على وعي شركائنا في الوطن ومعرفتهم بأهمية الانتخابات، ويأتي ذلك ضمن نوبة «الصحيان» التي تجتاح الشعب المصري كله هذه الأيام وتنعكس إيجابا على نشاط وإقبال المصريين على توقيع توكيلات للمرشحين المحتملين.
ويرى بعض المحللين أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون بمنزلة الاختبار الحقيقي للشعب المصري بمختلف فئاته بما فيها الأحزاب السياسية، التي لم تكن على مستوى الحدث، لزيادة الوعي السياسي لدى رجل الشارع بعد سنوات طوال من العزوف عن المشاركة السياسية لقناعته بأنه مهمش سياسيا، أو أن صوته لن يغير في الأمر شيئا، ولا توجد أمامه إمكانية حقيقية للتأثير على الحياة العامة.
لكن المتابع لتسلسل الأحدث خلال الفترة الماضية، وما مرت به مصر من كوارث ومحن، أدت إلى زيادة الوعي لدى أبناء الشعب المصري بضرورة المشاركة وإحداث التغيير المطلوب الذي ينشده كل من يعيش على أرض مصر بعد أن استوعب الدرس جيدا.
ولن أكون مبالغا إذا قلت إنني على ثقة من أن المصريين - ومواكبة منهم للأحداث السياسية التي تمر بها مصر محليا وعالميا - لو أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن رأيهم بحرية ودون محاولات للتأثير عليهم، فسيصورون للعالم أروع صور المشاركة الإيجابية، ويبرهنون على أن السلبية لم يعد لها مكان بينهم، وإن المرحلة المقبلة من تاريخ مصر تتطلب بالفعل أن يقوم كل بدوره، ويشارك في العملية السياسية من منطلق المسؤولية والاهتمام بمستقبل مصر، لرسم المشهد السياسي للمرحلة المقبلة من تاريخ البلاد.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.