دعوكم من مراجعة حسابات 2017 الذي رحل بسيئاته.. وحسناته، ويكفينا أنه حمل جراحه وجراحنا ولملم أشلاءه ورحل غير مأسوف عليه،.. وكالعادة سوف نتمنى أن يكون عام 2018 أفضل من سابقه، وسيملؤنا الأمل بأن يتحقق الدعاء.. وتستجاب الأمنيات بعكس ما يحدث بداية كل عام منذ عقود طويلة حيث نظل متفائلين بالعام الجديد حتى تخبو ذبالته، ويخفت توهجه، ويبدأ العد التنازلي للرحيل نكتشف أن سابقه كان أقل ضررا، وأن العام الراحل كان أسوأ مما سبقه.. ولكننا مضطرون لأن نتأسى بجماهير الزمالك.. و«نظل أوفياء» للتفاؤل.. حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!!

.. وكسابقيه يحمل عام 2018 تحديات كبرى ل‍مصر قيادة وحكومة وشعبا، نتضرع إلى الله خاشعين أن ينصرهم عليها، ويلهمهم الصواب لمواجهتها، وعلى رأس هذه التحديات ـ تتفق معي أو تختلف فلن يثنيني شيء عن قناعتي في هذا الأمر ـ على رأسها «التعليم»، فلن أتوقف عن التأكيد.. وتكرار التأكيد على أن ملف «التعليم» في بر مصر هو الملف الأهم، وأن إصلاح التعليم وتعديل مخرجاته وإنهاء حالة «الأُمية» المتفاقمة هي البوابة الأساسية للخروج من مستنقعات التردي التي أوقعونا فيها عامدين، واستدرجنا إليها على مدى عقود تجاوزت نصف القرن حتى وصلنا إلى ما نحن فيه على أصعدة عديدة.

«التعليم» هو الحل الجذري لإصلاح الخدمات الصحية، ومكافحة الفساد، واستعادة الكرامة، والمشاركة السياسية السليمة، ومعرفة حقوق وواجبات المواطنة الحقة، فالمواطن «المتعلم» سيعرف حقوقه وواجباته، وكيفية المشاركة السياسية الإيجابية، وسيعرف قيمة صوته الحقيقية، وكيف يتصدى للفساد والمفسدين، وكيف يختار من يمثله من نواب يستحقون شرف تمثيل المصريين.

أدعو الله خاشعا.. أن يتم تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم والقضاء على الأمية في مصر والنهوض بكافة عناصر العملية التعليمية، وتطوير وتنقيح المناهج بما يتناسب مع هدف نقل مصر إلى المكان والمكانة التي تستحقها بين دول العالم المتطور.

أصلحوا التعليم ينصلح حال البلد.