لأنه مختلف وإيجابي ومبدع بطبيعته، لم يكتف بالجلوس امام لوحة المفاتيح وشاشات مواقع التواصل الاجتماعي يندب حظوظ مصر و«يُنَظّر» لحلول مشاكلها، ولكن فكر فيما يمكن ان يقدم لمصر، ثم نفذ ما فكر فيه وحوله واقعا ملموسا يسهم في إدخال «الدولارات» الى مصر مباشرة بسهولة ودون حسابات التحويل وأرباح السوق السوداء.
أتحدث هنا عن مبادرة «اشتر المصري» التي انطلقت من الدوحة عاصمة قطر، ولاقت نجاحا وانتشارا وتأييدا بين المصريين العاملين هناك، ودعما كبيرا من السفارة المصرية وأركانها، والفكرة تعود الى «صديقي العزيز» وزميل دفعة اعلام القاهرة «شبراوي خاطر» الذي تساءل ببساطة: ماذا يمكن ان تقدم لمصر؟ وتوصل الى ان ابسط ما يمكن ان يقدمه المصري في الخارج لمصر هو شراء السلع المصرية والبحث عنها وتفضيلها على ما سواها، وانه بذلك يدعم الاقتصاد المصري مباشرة، وبالدولار، دون تعقيد، واستغل «شبراوي خاطر» خبرته الاعلامية وشركته الخاصة في الدوحة ليصمم شعار المبادرة ويطلقها لتحصد مشاركة أكثر من 4 آلاف مصري، وتحظى بتأييد غير مسبوق عن طريق استثارة حماسة المصريين، ووطنيتهم، دون دعوة الى «التضحية» بالتحويلات بسعر منخفض، وكل ما في الامر دفعهم لشراء المنتج المصري.. وهنا نتوقف امام عدة ملاحظات:
1 ـ الإيجابية وروح المبادرة والوطنية ودعم مصر لن تكلفنا شيئا سوى القليل من الوقت للبحث عما يحمل اسم وعلامة «صنع في مصر».
2 ـ لا جدال في ان مصر تتعرض لضغوط اقتصادية غير مسبوقة، وتحتاج لكل الدعم حتى لو كان في صورة شراء عبوة خضراوات مجمدة، او بضعة كيلوجرامات من الفاكهة الطازجة.
3 ـ على المصدرين ايضا يقع عبء ازالة اي صورة سيئة عن جودة المنتج المصري ليساعدوا انفسهم حتى ننجح في مساعدتهم، خصوصا ان هناك «تاريخا» رائعا من السمعة الحسنة لبعض المنتجات كالاغذية المحفوظة والمنتجات القطنية، ناهيك عن الفواكه التي لا مثيل لها ولا منافس، كالمانجو والجوافة.. والفراولة.. نعم «الفراولة» التي شنوا حربا شعواء عليها واثبتت معامل «الامارات» جودتها!
4 ـ أدعو وفورا إلى تبني المبادرة، و«نسخها» في بقية دول الخليج، وأناشد جميع المصريين العاملين في هذه الدول والسفارات والقنصليات وخصوصا «الملحقين التجاريين»، ان يلتقطوا طرف الخيط ويحتضنوا المبادرة ويشجعوها، وكذلك الامر في جميع دول العالم التي ينتشر فيها اكثر من 10 ملايين مصري مغترب، حتى لا يكون هناك بيت لمصري في الخارج إلا وطعامه وشرابه وملبسه واجهزة منزله.. تحمل شعار «صنع في مصر».
وحفظ الله مصر واهلها من كل سوء.
hossamfathy66@