«صدمة ثقة» إيجابية هي التعبير الذي استخدمه د.محمد العريان وطالب بضرورة حدوثه لإنعاش الاقتصاد المصري ـ إلى جانب «المسلمات» التي ذكرناها في مقال الأمس ـ يوصّف «حكيم وول ستريت» الوضع الحالي للاقتصاد بأنه يمر بحالة من الشك وعدم التيقن والحذر، وكثير من الناس والمستثمرين يمتنعون عن اتخاذ القرارات انتظارا لما سيحدث، والمهم ان يتلقى هؤلاء جرعة ثقة إيجابية بمشاركة كبيرة من القطاع الخاص المصري وكذلك القطاعان الحكومي والخاص الخارجيان، بحيث يشكل ذلك قوة دفع قوية تؤدي إلى دفع النمو وتخفيض كل من العجز والتضخم.
د.العريان حذّر بشدة من استمرار حالة الخوف والشك وسيطرتها على الشارع المصري وعلى المواطن المصري، والتي تجعله يحجم عن المشاركة.. تلك هي «الحالة» كما يراها د.العريان. فما الحل؟.. يطالب «ساحر الأسواق» - كما يلقبونه ـ بضرورة التوقف فورا عن حالة الهوس المتعلقة بسعر الصرف، والذي حملناه الكثير، والتركيز على الإسراع في اتخاذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لزيادة النمو، مع العمل على اتخاذ قرارات «حمائية» لغير القادرين، وزيادة الإنفاق في قطاعي التعليم والصحة، مع ضرورة «شرح» الأوضاع بصدق وشفافية، وتوضيح ان برنامج الإصلاح، وإن كان مرا، إلا انه يحمل مستقبلا أفضل للأجيال القادمة.
..ومن وجهة نظر د.محمد العريان فإن التعامل مع كل ما سبق (صدمة الثقة ـ إزالة حالة الترقب ـ وتجاهل هوس سعر الصرف ـ وزيادة النمو ـ والإنفاق على التعليم والصحة) يجب التعامل معها جميعا كحزمة واحدة تهدف الى تحرير القدرات والإمكانات المصرية حتى يتحقق الانطلاق الاقتصادي، ولخص روشتة لعلاج الاقتصاد «المريض» فيما يلي:
1 ـ على الحكومة قيادة الإصلاح، وتأسيس مناخ إيجابي، وبث الثقة في القطاع الخاص الذي عليه ان يتبعها.
2 ـ على الحكومة ألا تقلل من شأن القدرات الضخمة للشعب.
3 ـ علينا جميعا حكومة وشعبا وقطاعين «خاص» و«حكومي» ان نتضامن ونعمل يدا واحدة، حينها سيكون المردود كبيرا جدا ليس فقط لنا.. وإنما لأولادنا وأحفادنا «وأقول للحكومة: حينما أنوي القيام برحلة مع عائلتي فلابد أن أقول لابنتي إلى أين نحن ذاهبون.. وكيف سنصل»...
..كانت هذه هي «روشتة» د.العريان.. فما الجانب المظلم الذي لم يتطرق إليه.. غافلا أو عامدا؟... بإذن الله لهذا حديث آخر غدا.. إذا كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
twitter: @hossamfathy66facebook: hossamfathy66