..هل كان لابد أن نصطدم بتعبير مروع حتى نستفيق؟.. أشلاء دولة!!.. بلد «اتسابت» 50 سنة!!
«في كل حتة فيكي يا مصر أنا بلاقي فيها أمور مش مظبوطة بس أنا مش عاوز أزعل المصريين وأخليهم يشيلوا الهم» و«البلد كانت بتنهار في 2011، عارفين يعني أيه بتنهار؟ يعني بقايا دولة، انتوا عايشين جواها بس مش عارفين يعني أيه دولة بجد بكل ما تحمله الدولة.. فضلت تتساب وتتساب، وبالمناسبة مش من 30 سنة عشان تكونوا عارفين.. البلد دي اتسابت 50 سنة وهذه تداعيات 50 سنة، منذ 67 حتى اليوم.. كانت أشلاء دولة في 2011، وكادت تنهار تماما لولا «ستر ربنا».. والآن نحاول إعادة بنائها مرة أخرى».
..ما سبق جزء حرفي سمعناه جميعا في مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسي في برنامج «هنا القاهرة» على قناة «اليوم» مع عمرو أديب.
صراحة.. صدمني تعبير «أشلاء دولة» كادت تنهار تماما!!.. والبلد متسابة من 50 سنة، وتحديدا منذ نكسة 1967!
الحقيقة.. أن كلام الرجل صحيح، فمنذ 1967، و«المجهود الحربي» يبتلع كل مواردنا وطاقاتنا.. وجيلي يذكر جيدا عبارة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».. وكيف تجرعنا مرارة وذل وانكسار الهزيمة، وتحملنا قهر «الأمن» بأشكاله وألوانه ومعتقلاته وتعذيبه والانحدار السريع في كل شيء.. بدءا بالقيم والمبادئ والأخلاق والسلوك.. وانتهاء بالاقتصاد والعلاقات الدولية و... وللأسف.. «ويل للمهزوم»!!
..لكنك ـ يا سيادة الرئيس ـ بتعبيرك هذا تفتح جراحا لم تندمل بعد، وتدفعنا لطرح أسئلة كنا قد توقفنا عن طرحها، لأسباب عدة منها أن أجوبتها «ستجرح» أجهزة.. و«تحرج» أخرى، كما أننا عاهدنا قراءنا أن تكون جل مناقشاتنا حول المستقبل، إكراما لشبابنا وأبنائنا الذين يستحقون «الإكرام» بعد أن فعلوا ما لم يستطع جيلنا كله فعله، وفجروا «ثورة» هي الأطهر في تاريخ مصر، من وجهة نظرهم على الأقل!!.
لن أطرح أسئلة «تجرح وتحرج».. مثل من المسؤول عن نكسة 67؟.. وكيف ضاعت إيجابيات نصر 73؟.. ولماذا تحول «الانفتاح الاقتصادي» الى كارثة ندفع ثمنها حتى الآن؟
ثم بعد دمار «الانفتاح» تجيء الـ 30 عاما «السعيدة» لحكم مبارك، ويطرح السؤال «المحرج» نفسه يا سيادة الرئيس: من كان يحكم مصر طوال الخمسين عاما التي قلتم سيادتكم ان «البلد اتسابت» فيها؟!!
ومن المسؤول عن عدم وضع اي استراتيجيات لأي شيء.. وكل شيء.. لا صحة.. لا تعليم.. لا أمن.. لا اقتصاد.. و«لاءات» أخرى كثيرة؟
يا سيادة الرئيس.. لا شك أن «مداخلتكم» مقدرة ومشكورة، ولكن هل هناك جديد في إلقاء «الأمن» القبض بالخطأ على رسام كاريكاتير.. واتهامه بإشاعة أخبار كاذبة؟!.. ألم يكن الأمر قابلا للمرور بسلام، لولا فداحة الخطأ.. وجسامة الفعل هذه المرة؟.. ولولا الضجة الإعلامية التي صاحبت الفعلة المستغربة؟
..ومن الذي ترك شباب «الأولتراس» يستقوون ويتضخمون واستخدمهم لصالحه عندما أراد.. والآن اكتشف أنهم «عمل غير صالح»؟
«سيادة الرئيس» محبوك ومؤيدوك بدأوا يستشعرون «الحرج» مما يحدث.. وخصوصا تجاوزات بعض الأجهزة الأمنية، مع إدرا كنا للدور «شديد الخطورة والأهمية» الملقى على عاتقها، وتقديرنا الكامل لتضحيات أبنائها..
«سيادة الرئيس» قواك الله على «إعادة البناء» ولكن.. «اللهم اكفني شر أصدقائي.. قبل أعدائي»!