.. تستهل وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج نبيلة مكرم أولى رحلاتها الرسمية بزيارة دولة الكويت اليوم، لتحل ضيفة على الدولة التي تستضيف أكثر من 600 ألف مصري على أرضها، يشاركون في دعم تنميتها ودفع نهضتها.

الوزيرة الجميلة، «أشعلت» مواقع التواصل الاجتماعي منذ لحظة أدائها للقسم أمام الرئيس السيسي بسبب ردائها المختلف، ذي «الكُم» القصير، وشعرها المصفف بـ «حرية»، وكأنها تقول منذ اللحظات الأولى لتوليها المسؤولية: «سأكون وزيرة مختلفة.. أحمل فكرا شبابيا وعقلية عملية.. وحلولا غير تقليدية لأوضاع ومشكلات ما يقارب 12 مليون مصري يعيشون ويعملون خارج حدود المحروسة، يفوق تعدادهم تعداد سكان بعض الدول الصديقة مجتمعة وتحتاج مشاكلهم «التقليدية» إلى حلول غير تقليدية!

الوزيرة «النبيلة» تعاملت خلال مناصبها الديبلوماسية مع كل «فئات» المصريين في الخارج، فرغم شبابها، عملت في البرازيل حيث المصريون «المهاجرون»، وفي «أميركا» حيث المهاجرون والدارسون والعاملون والسائحون، وفي إيطاليا قبلة الهجرة غير الشرعية.. ثم في «دبي».. «بوتقة» كل أشكال المصريين في الخارج، ونموذج العمالة المصرية في دول الخليج الشقيقة.

لذلك قد لا يكون محتوى رسالتي للوزيرة جديدا عليها، وتعرف أغلبه مسبقا، لكن أرجو ألا أكون «صادما» لحماسها عندما أقول: «سيدتي الوزيرة الجميلة.. لن تجدي جديدا في مشاكل المصريين في الخارج، وتأكدي أنها ستنتهي (في اللحظة التي تنتهي فيها مشاكل المصريين في الداخل)»!

..كيف؟ .. تعاملت سيادتك مع ملف الهجرة غير الشرعية الى إيطاليا، وشاهدت آلاف المصريين المسجونين في سجونها، وعشرات الجثث للغرقى على شواطئها، وهؤلاء وأولئك يا سيدتي من أبناء مصر الذين هربوا من الفقر الى الموت، ومشاكلهم مع مصر، لا خارجها!

واستمعت ولا شك إلى عشرات قصص المهاجرين لأميركا وكندا بزعم تعرضهم لـ «الاضطهاد» وهؤلاء أيضا مشاكلهم مع من لا يعرف كيفية التعامل مع شركاء الوطن، من المسؤولين وموجهي الرأي داخل مصر.

وتلقيت، تأكيدا، كل أنواع الشكاوى من عاملين في دول الخليج وغيرها من الدول العربية الشقيقة لا يعرفون حقوقهم، وأحيانا تنتهك كرامتهم بسبب جهلهم بالقوانين، .. وحتى هؤلاء يتحمل ذنبهم من سمح بخروجهم من مصر دون إعداد أو تدريب أو التأكد من مهاراتهم وتعريفهم بحقوقهم، واحتياجات السوق، والتأكد من صحة عقودهم.

... وحتى حق المشاركة الحرة والحقيقية في الانتخابات المقبلة، فيحاول سلبه «ذات نفس» الجماعات المتطرفة، ورجال الأعمال الفاسدين، والعصبيات المتزمتة وفلول الانظمة التي ثار عليها الشعب، وهم «ذات نفسهم» الذين يحاولون تخريب الانتخابات في مصر، مستغلين نفس نقاط الضعف: الجهل - الفقر - التعصب.

.. وحتى المشكلات التقليدية التي ستستمعين إليها، فحلولها أيضا في القاهرة: تأخر إصدار القنصليات للوثائق، سوء المعاملة والزحام أحيانا، قلة عدد الموظفين، تباطؤ النجدة عند الملمات، غياب مدرسة أو جامعة مصرية، المغالاة في الرسوم القنصلية، عدم وجود مبنى للسفارة ومكاتبها والقنصلية يليق باسم مصر وعدد أفراد جاليتها، عدم وجود تأمين صحي حقيقي، عدم توفير دعم وحماية قانونيين للمصريين في الخارج.. وغير ذلك كله، ستجدين أن حلوله بقرارات عندكم في القاهرة.. أما في الكويت حيث تحلين ضيفة عزيزة أو في غيرها من العواصم، فيكفي أن يكون «السفير» وطنيا مخلصا، ويكون القنصل ورجاله مؤمنين برسالتهم وأهمية دورهم.

.. عموما سعدنا بوجود وزيرة.. شابة.. جميلة.. عصرية.. في حكومتنا الرشيدة.. نستبشر بوجودها خيرا.. ودعواتي لك بالتوفيق والنجاح.