اليوم يحق لكل مصري أن يفرح بالإنجاز الذي أعاد لفت انتباه العالم الى ان هناك شعبا قادرا على الإنجاز والعطاء برغم كل الصعاب التي تحيط ببلده، ورغما عن كل الإحباط والتشاؤم وتثبيط العزائم التي يبثها فصيل ـ للأسف ـ محسوب على أبناء هذا البلد.
اليوم يشهد العالم أجمع ثمرة إخلاص وتفان، وعرق وجهد عام كامل، تحول الى معجزة ليس فقط بمعايير العالم الثالث، بل طبقا لمواصفات العالم الأول أيضا.
ولم تقتصر شهادات الفخر بالإنجاز المصري المشرّف على المصريين، ولا على أجهزة الإعلام المصرية، ولا حتى العربية، بل تجاوزت «شهادات الفخار» حدود الوطن العربي وبلغت العالمية من خلال وسائل الإعلام الدولية بما فيها CNN و«رويترز» و«التايمز» التي نشرت تقريرا لها حمل عنوان «معجزة.. مصر تبني قناة السويس الثانية»، ذكرت فيه ان المشروع يعد من أحدث عجائب العالم، وانه معجزة اقتصادية تقدمها مصر للدنيا.
حقيقة، ومع تقديري للقيمة الاقتصادية للإنجاز الرائع، إلا ان القيمة المعنوية هي الأكثر تقديرا في ظني، فبصراحة عشنا نحن المصريين عقودا طويلة من «جلد الذات»، والتشكيك في قدرة المصريين على تحقيق اي إنجاز لافت، والإحساس بأنه «مفيش فايدة»، وإذا أردت الحلم والعلم فليس هناك سوى الهجرة، ونحن شعب ليس لدينا أكبر من «الهم» غير القدرة على السخرية من أنفسنا، والأمثلة كثيرة، فلولا «الهجرة» لكان «السير» مجدي يعقوب رئيس قسم الأذين الأيمن بمعهد القلب في إمبابة!!.. ولكان صاحب نوبل د.أحمد زويل مدرسا للفيزياء في مدرسة النجاح الثانوية!!.. ولكان «الملك» د.فاروق الباز مدير إدارة بمركز البحوث الجيولوجية!!.. ولكان «رجل المريخ» د.عصام حجي عضوا بهيئة تدريس كلية العلوم لا يزال يتصارع مع «عشرين» على منصب وكيل القسم!!
أما اليوم فيحق للمصريين ان يحلموا لأنفسهم ولبلدهم بمستقبل يصنعون إشراقه بسواعدهم، ولم لا؟ وها هي البداية: «قناة جديدة» تقدمها أم الدنيا هدية لكل الدنيا، صنعتها عقول مصرية.. ونفذتها سواعد مصرية.. ومولّتها أموال مصرية خالصة.
اليوم من حق المصريين ان يفرحوا بإنجازهم، ويفرحوا بعودة الثقة في أنفسهم، ويفرحوا برجوع حلم المشروعات العملاقة التي تبني مستقبل بلدهم وتمهد الطريق لأبنائهم، ويفرحوا بفرحة العالم بهم.