الحمد لله.. عادت «القاهرة» لأحضان أهلها بعد أن اختطفها البلطجية والباعة الجائلون قرابة 4 سنوات.
ولكن الأهم من نجاح استعادتها، هو التمكن من المحافظة عليها، واستمرار إبعاد الخاطفين عنها، ثم وضع خطة عاجلة لتجميلها وتطهيرها وإضافة ما يلزم من لمسات تعيد لها جزءاً مما تستحقه من مكانة بين عواصم العالم، وما يعيد جذب السائحين.. والمصريين للمشي في شوارعها، والتمتع بعبق التاريخ لمدينة يزيد عمرها عن ألف عام.
وقبل أن نتحدث عن المستقبل، يجب ألا نغفل نقطتين، أولاهما: توجيه الشكر لكل من ساهم في «تحرير» القاهرة من قبضة «البلطجية» وإنقاذ «وجهها» الذي تم «تشويهه» بفرشات الملابس المستعملة، ولعب الأطفال الصينية، والأحذية و«الشباشب» وكل ما يخطر ولا يخطر على بال.
وثانيهما: «الحد الأدنى» للتفاهم، وللشكل الحضاري الذي يتم به نقل الباعة الجائلين «مؤقتاً» إلى السوق المفتوح الذي تم إنشاؤه في «الترجمان»، وموقع «مصنع الثلج» بشارع الجلاء لاحقاً..
وأقول «الحد الأدنى» لأنه من المستحيل أن «يقتنع» أو «يرضى» بائع كان يفرش بضاعته أمام أعرق محلات شوارع طلعت حرب وقصر النيل وعدلي و 26 يوليو، بأن يتم نقله إلى سوق جماعي في ساحة فارغة بـ «الترجمان».
ويجب أن نتفهم عقلية ونفسية «الباعة» الذين تم «إجبارهم» ولا شك على الانتقال.
أما مستقبل «القاهرة» .. الساحرة.. فيجب تحديد ملامحه بأسرع وقت ممكن، وألا نترك الأمور – كعادتنا – حتى تعود «ريمه لعادتها القديمه»، ونفاجأ بعد أسابيع أو شهور بظهور باعة «ثابتين» آخرين ومشكلة جديدة.
إذا كان هناك «دراسات» علمية وفنية جيدة، تم حفظها بالأدراج لتجميل القاهرة فهذا وقت تنفيذها، شرط أن تكون أفكارها «غير تقليدية»، ومن خارج الصندوق، فاجئونا.. أبهرونا.. فهي فرصة المحافظ الحالي والحكومة الحالية الذهبية لإعادة الرونق والجمال لوجه قاهرة المعز.. والبهجة والسعادة لقاطنيها وزائريها.
وهناك العديد من الأفكار مثل إغلاق بعض شوارع وسط البلد أمام السيارات والمركبات، وقصر التنقل فيها على «المشاة» وما يشبه الطفطف المفتوح الجوانب، وهناك الفكرة الرائعة التي طبقتها اكبر مدن البرازيل واحدى اكثرها جمالاً.. «ساو باولو» التي أصدرت قانوناً يمنع وضع الإعلانات في شوارعها او على حوائط مبانيها!!.. فأصبحت المدينة الوحيدة في العالم «بلا إعلانات» واكتشف سكان وزوار المدينة فجأة شكلاً جديداً لمدينتهم.. أبهروا به العالم.
عقبال قاهرة المعز.. يارب.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.