كل عام والعالمان العربي والإسلامي بخير.. بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم باليمن والبركة.
.. عاد العيد وأمتانا العربية والإسلامية في أسوأ حال، ضاقت عليهما حلقاتها واستحكمت، وندعو الله أن تُفْرج.
عاد العيد.. وكنا في طفولتنا وشبابنا نردد وراء الإمام: «اللهم انصر اخوتنا في فلسطين».. واليوم في كهولتنا نستغرق وقت ترديد الدعاء خلف الإمام في الدعاء لانقاذ مصر وشعبها، ونصرة اشقائنا في فلسطين على الصهاينة المحتلين،.. وأضفنا إليهم اخوتنا في الاسلام من بورما والصين وافغانستان، واشقاءنا في تونس وليبيا والسودان وسورية والعراق.
عاد العيد.. ودم المسلمين يسيل في آسيا على أيدي غير المسلمين، دون أن نحرك ساكنا مكتفين بجمع التبرعات، ونشر الوثائق والصور والفيديوهات التي تشهد وتوثق وتثبت ما يتعرض له المسلمون من مذابح وتعذيب وتنكيل على يد البوذيين وغيرهم.
عاد العيد.. وغيّرنا الدعاء ليصبح اللهم احقن دماء إخواننا في تونس والجزائر وليبيا وسورية والعراق.. والله سبحانه أعلم بأحوالهم منا، ولينصرن الله من ينصره، فجبهة الإنقاذ في الجزائر مسلمون وقتلاهم مسلمون،.. والمتشددون في جبل الشعانبي في تونس مسلمون،.. وقتلاهم الـ20 قبل أيام من جنود الجيش التونسي المسلمين،.. وفي ليبيا يتقاتل المسلمون الليبيون مع المسلمين الليبيين أيضاً والقتلى كلهم مسلمون،.. وفي سورية تحولت محاولة إزاحة الأسد إلى حرب أهلية وقودها وضحاياها مسلمون، والقتلة مسلمون، وحتى المتشددون من داعش وجبهة النصرة والجيش الحر، قاتلوا بعضهم البعض في النهاية قتالاً شرساً للسيطرة على أرض أو مدينة وفرض سطوتهم عليها، ولم يعد أشقاؤنا في سورية يعرفون ضد من يصمدون.. ومع من ضد من يقفون، وإلى أين يفرون من البراميل المتفجرة التي تصبها الطائرات على رؤوسهم، أو من «المجاهدين» الذين يقطعون نفس الرؤوس؟
أما العراق الشقيق فقد عصفت بأهله الفتن وامتزجت دماء جميع ابنائه.. سنة وشيعة ومسيحيين، لا يفرق المتشددون بين رجل وامرأة.. وطفل وشيخ.. تدحرجت الرؤوس ولعبت بها الكرة.. رؤوس مسلمين يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
.. وفي مصر المحروسة بإذن الله تعالى تغتال أنياب الإرهاب الأسود زهرة شبابنا، وخيرة رجالنا، وأصبح في كل عائلة شهيد او مصاب او زوجة مكلومة او ام ثكلى او طفل يتيم او أب مفجوع.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
اللهم إن كنا تباعدنا عن صحيح ديننا فأعدنا إلى جادة الصواب.. وارحمنا من العذاب.. وارزقنا حسن المآب.. يا ارحم الراحمين.
عيد بأية حال عدت يا عيد..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.