.. ككل مصري.. وطني.. غلى الدم في عروقي، وارتفع الضغط وقفز السكر، وفطر الألم قلبي، وعصر الحزن فؤادي، وأنا اسمع وأشاهد ما حدث لأبنائنا الضباط والجنود الـ22 شهداء مجزرة «الفرافرة».
ولا أريد أن أصب غضبي وسخطي وألمي وإحباطي على رؤوس مسؤولين يكفيهم ما هم فيه، كما ان الامر اصبح أكبر من مجرد «تكرار» لمذبحة، أو تواتر «لدغات» متعاقبة من جحر أفعى واحدة.. قطع الله رأسها.. ورأس من يمولها، ورأس من يؤيدها، ورأس من يسكت عنها!.. وبالتالي لا يجوز أن تتحول مقالاتنا.. وشاشات فضائياتنا الى مجرد «مناحات» تتشح بالسواد لثلاثة أيام ثم ينتهي الأمر،.. وتستمر الحياة حتى تقع مأساة جديدة!..
طبعا ندعو لضحايا مذبحة «الفرافرة» بمثل ما دعونا لضحايا مذبحة رفح الاولى، ومذبحة رفح الثانية، ومذبحة كرداسة، ومذبحة استاد بورسعيد، ومذبحة محمد محمود ومذبحة ماسبيرو، وكل ضحايا الإرهاب الأسود الذي تحاول أصابعه خنق مصر واغتيال حلم شبابها طوال السنوات الثلاث الماضية، بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته ويحتسبهم عنده من الشهداء بإذنه تعالى.
وأتمنى.. كما يتمنى كل مصري أن ينجح أولو الأمر في تنفيذ القصاص السريع، وتطبيق العدالة الناجزة لاستئصال شأفة الإرهاب الأسود، وقطع دابره، وإعادة الاستقرار إلى بلد الأمن والأمان.
وهناك عدة ملاحظات أرجو أن تتسع صدوركم لها، وسبق أن اتسعت صدوركم للكثير:
-1 إعلان بدء العملية «ثأر 1» بإشراف وزير الدفاع شخصياً، يجعل سقف آمال المصريين في سرعة كشف الجناة والقصاص منهم مرتفعاً، ويضع مسؤولية كبيرة على عاتق الفريق صدقي الذي كلفه الرئيس السيسي بإنجاز العملية، وبالتالي لا يصح ولا يجوز ولا يتوقع أبداً أن يطول الأمر، أو يفشل.
-2 طبعا هناك أسرار عسكرية لا نطالب بكشفها، لكن أعتقد بوجوب وضرورة الكشف عن أسماء وانتماءات الإرهابيين والقتلة الذين تورطوا في قتل ابنائنا في كل المذابح السابقة التي لم نعرف شيئا رسميا عنها، ولم يخرج مسؤول ليكاشفنا بالحقيقة، وأعني مذابح رفح الأولى والثانية واستاد بورسعيد وماسبيرو، ومحمد محمود، وهل ثبت بأي دليل قاطع ان إرهابيين من خارج مصر قاموا بالمشاركة في أي منها، وبوضوح اعني هل «حماس» متورطة فعلا في اعمال ارهابية داخل الاراضي المصرية، بدءا من «اقتحام السجون» وحتى مذبحة «الفرافرة»؟ ان حالة «التلميح» و«التلئيح» والاشارة بأصابع الاتهام لم تؤد الا الى حالة احتقان شعبي غير مسبوقة ضد «حماس» وفلسطينيي «حماس»، فأرجوكم صارحوا شعب مصر بالحقائق.. فدماء أبنائنا أطهر.. وأشرف.. وأغلى عندنا من كل مواءماتكم.. وتفاهماتكم.. وحروبكم السياسية.
.. سيادة الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي نعلم ونوقن ان حزنك وغضبك وألمك لا يقل ابدا عما نشعر به، وقد يزيد، لكن ملفات التحقيقات في مذبحتي رفح قيل ان الرئيس السابق محمد مرسي ومعاونيه قد اخفوها عن العيان، والآن مرسي ومعاونوه في قبضة العدالة، فمن يخفي أسماء القتلة والإرهابيين وانتماءاتهم ومموليهم ومساعديهم عن أعين الشعب المصري المكلوم.. الغاضب.. المحترق بنار الحزن على خيرة شبابه ولهيب الرغبة في الثأر لدمائهم الذكية؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.