طبعاً.. «المتهم بريء حتى تثبت إدانته».. لكن أيضاً من حق هذا المتهم أن يتكلم.. يوضح.. يزيل اللبس.. يصرخ.. يدافع عن نفسه أمام أهله ومحبيه ومؤيديه ومناصريه ومن رفعوه يوماً فوق الأعناق والرؤوس، ورددوا كلماته المكتوبة أو المنطوقة كأنها «الدرر» الوطنية المنحوتة بحروف النور!!
قضيتان مطروحتان على الرأي العام، وعلى الرغم من خطورة الاتهامات المذكورة فيهما، إلا أن «المتهمين» رفعوا شعار الحكمة «لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم»، وتركوا الناس تتخبط في لجج الآراء المتلاطمة بين مصدق ومكذب، ومدافع ومهاجم.
الأولى: حملة التشهير و«التجريس» الشرسة التي يشنها الأشقاء «الإخوان» في تونس الخضراء على مجموعة من الإعلاميين العرب، مصريين ولبنانيين وغيرهما، بينهم 20 صحافياً مصرياً، فيهم رؤساء تحرير سابقون، وأسماء لامعة في عالم صاحبة الجلالة، بعضهم انتقل إلى الرفيق الأعلى، وأغلبهم تركوا مواقعهم القيادية في الصحف المصرية، والتهمة التي وجهها لهم «الإخوان» في تونس الشقيقة هي الحصول على أموال من «المخلوع التونسي» زين العابدين بن علي مقابل «تلميع» صورته إعلامياً.
ولم يحدد «إخوان تونس» طبيعة العمل الإعلامي الذي قام به هؤلاء الصحافيون، وهل ذهبت هذه «الأموال» المزعومة إلى جيوبهم أم إلى خزائن مؤسساتهم القومية والحزبية والخاصة مقابل إعلانات مباشرة أو موضوعات تحريرية؟.. ما علينا.
المهم انه مقابل حملة «التجريس» التونسية لم يتفضل إعلامي واحد من المتهمين بمواجهة الاتهام، وتوضيح الحقائق، ودرء الشبهات، حتى يحتفظ بصورته أمام الناس، خاصة أن «المُجَرِسِين» ادعوا أنهم بعد أن يئسوا من استرداد أموال الشعب التونسي اضطروا إلى اللجوء للقضاء؟!
القضية الثانية: حملة «الصندوق الأسود» والتسجيلات الشهيرة التي يذيعها الإعلامي عبدالرحيم علي، والتي تلقى نسب مشاهدة عالية، وفيها يتم أيضاً «تجريس» رموز «ثورية» مصرية، وبث للدنيا أصوات مكالماتهم مع صورهم، وهم يتحدثون عن «أموال» خارجية، ورشاوى، وخيانة، وبلاوي سودة!!
ما علينا من الاتهامات والمكالمات.. الغريب أن «الرموز الثورية» التي تم فضحها واتهامها بالخيانة والعمالة والتآمر.. والـ«بلاوي» جعلت الناس تستقبل «إحدى» هذه الرموز في لجنة الاستفتاء بـ«علقة ساخنة»، هذه الرموز لجأت «قلة» منهم إلى القضاء وقلة منهم طالبت «الرئيس» بالتدخل ووقف البرنامج..
لكن أحداً من الإعلاميين الذين تم «تجريسهم» أو النشطاء الذين جرى «فضحهم» لم يواجه الناس مكذباً الاتهامات، لا أحد هؤلاء قال «ما خدتش» ولا أحد أولئك قال «ما قلتش».
أرجوكم قليلاً من الصدق مع الناس، والشفافية مع المصريين حتى لا نفقد ثقتنا بـ«رموز» إعلامية وسياسية.. نحترمها حتى الآن!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.