الوطنية أن يشارك «جميع» المصريين المغتربين اليوم في الاستفتاء على الدستور.
الوطنية.. أن نعرف ونفهم ونقرر ما نعتقد أنه الصواب، ثم ندلي بأصواتنا بما نعتقد أنه الصواب سواء بـ «نعم» أو «لا».
الوطنية.. ألا نترك مصر عندما تنادينا لتحديد مصيرها.. وخريطة طريقها.. ومستقبل أبنائنا ثم نجلس لنلطم الوجوه ونشق الجيوب «نادمين» على وطن لم نحافظ عليه كمواطنين شرفاء.
اليوم تبدأ عملية الاستفتاء على الدستور الجديد للمصريين المقيمين بالخارج. ذلك الاستحقاق التاريخي الذي نأمل ان يعبر بمصر الى طريق الأمان، لتبدأ مرحلة اخرى من تاريخها بعد سنوات عجاف عاشها المصريون ما بين لحظات اليأس والأمل في غد أفضل، سنوات شهد فيها الشارع المصري أعمالا دامية طوال السنوات الثلاث الماضية منذ اندلاع احداث ثورة 25 يناير 2011، نتيجة وقوع المصريين في براثن جماعة الاخوان «الإرهابية» ورموز اثبتت الأيام تورطها بأعمال يندى لها الجبين..
لقد تابعت على مدى الأيام الماضية وسائل التواصل الاجتماعي ولمست كمَّ الأصوات الداعية الى ضرورة المشاركة.. ولم تتوقف عند ذلك الحد بل لمست تواصل الجاليات المصرية التي تعيش خارج حدود الوطن وتفاعلها وحثها للمصريين داخل حدود الوطن على ضرورة المشاركة لإنجاح هذا العرس.. الدعوة للمشاركة هي الأهم.. سواء قلت نعم أو لا.
فكم هي جميلة تلك الروح والحماسة الوطنية التي نتمنى أن تترجم على أرض الواقع من خلال التوجه الى الصناديق والتعبير عن الرأي، ليس المهم ان تقول نعم أو أن تقول لا؛ المهم أن تشارك ويكون لك دور ايجابي.
وعلى كل مصري ألا يقلل من شأن صوته.. فهناك نحو 681 ألفاً و346 ناخبا وناخبة من المصريين المغتربين الذين يحق لهم التصويت، وهو رقم لا يستهان به، بل انه قد يغير كفة الميزان وتكون قد شاركت بإيجابية في مستقبل بلدك.
من أجل مصر شارك، من اجل الاجيال القادمة انزل واحم بلدك.. من أجل استكمال المستقبل انزل وشارك، ليس المهم ماذا ستقول، المهم أن تشارك.. فالتصويت على الدستور واجب وطني، لتحقيق الاستقرار لمصر، فهو دستور لجميع المصريين ولكل الفئات والطوائف، وهو ما يعطى أملا في بناء مستقبل لجيل واع ومستقل للحفاظ على الهوية المصرية من المؤامرات التي تحاك لها محليا وخارجيا.
المشاركة في الاستفتاء تعني تقليص الفترة الانتقالية التي قد تعطي - إن طالت – الفرصة لمخربي مصر لتوحيد الصفوف والتخطيط لعملياتهم الإرهابية، وكذا فإن المشاركة ستؤدي للإسراع بإجراء الانتخابات الرئاسية، ومن يتخلف عن هذا العرس الديموقراطي اما خائن وإما جبان، إضافة الى ان الاستقرار والأمن والسلام لن تتحقق الا بعد دفع ضريبة باهظة من خسائر في الأموال والأنفس والمرور بفترة عصيبة من القلق والخوف والترقب الى ان ينتصر الحق ويُهزم الإرهاب.
أنا شخصيا سأقول اليوم نعم للدستور.. نعم لمصر ولإرادة شعبها ونعم للانتماء والوطنية ونبذ العنف ودحر الإرهاب والخروج من المرحلة الانتقالية التي نعيشها الآن، بأقل خسائر ممكنة.
وعلى الجميع أن يوقن أن مصر تعيش حالة حرب تستدعي من الجميع التكاتف والوحدة والتلاحم والوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب والعنف المدبر وحالة الانفلات الأمني التي يعانيها الجميع.. فافعلوا شيئاً لإنقاذ وطن يستحق منكم كل العطاء..
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.